وإذا ساد العدل ،،فكأنّ الناس كلّهم كنفسك

وإذا ساد العدل ،،فكأنّ الناس كلّهم كنفسك

فبراير 27, 2019 Add Comment


**293**وإذا ساد العدل ،،فكأنّ الناس كلّهم كنفسك




****بعد أن دخل إلى جزيرة مهجورة ،،فجأة رأى رجلا أشعث في ثياب رثّة ،،يمسك أوراقا ويكتب فيها وقف أمامه وقال : ما تفعل هنا وحدك ..!.قال: أكتُبُ أشعارا ،،أشرح فيها الحياة الآمنة السعيدة ،،أفهم الحقيقة ،،


….وإذا ساد العدل ،،فكأنّ الناس كلّهم كنفسك ! ،،لا يضرّون بعضهم كما لا يضرّ أحدٌ نفسه !!


..قال له متعجبا : ولكنّك وحدك ،، فلمن تكتب !..قال: بينهم يضيع الشِعر فأضيعُ ،،وهنا لايضيع الشعر وأنا أضيع ،،! فليبْقَ الشعر ،،عمر خيره طويل وعُمر خيري قليل !

..هنا مكتبي ،،لو كنت فيهم ما كتبْتُ،،هنا عزلتي من نفسي التي كانت تزاحم الناس في طريقهم فتنشغل عن الحق ،،هنا أقول ولا يقولون ..ولا شيء يرغمني على الكذب ! ،،،


قال: فما نفْع ذلك ولا يسمعك أحد !

قال: عالم الشاعر لا حدود له ،،فلا يتبعه أحد !فالناس مشغولون لا يتّسعون للأحلام ،،ولا نكتب نحن إلاّ أحلاما وحياة جديدة لم نعشْها بَعْد  لم نطفئها بالإعتياد ،،،!،، نُدخل الناس في بساتيننا الجميلة ،،بعض وقت يستريحون من شقائهم ،،بالحياة الذي يسبق شقاءهم بالموت ،، فهُم في قارورة معاشهم المعتاد يختنقون ،،،!


..،، أعمارنا كلمات نقولها ،،وأنتم في انشغالكم الطويل تسمعوننا مرّتين ،،،في أول أعماركم وأنتم سعيدون تسألون عن الحياة ،،،وتسمعوننا وأنتم في آخر الطريق قد أقبلتم على الموت ولا تصدّقون مذعورين تسألون ،،أين تذهب هذه الحياة …..

..ولا يفهم الحياة في البساتين الجميلة إلاّ إنسان لم تتعكّر نفسه بَعْد ،،ولا نعيش الحياة هذه التي نكتُبُ عنها إلاّ بنفوس تكره الزحام والصراع ،،ولا ينتهي الزحام إلا إذا أطعَم الله الناس ،،وسقاهم وبنى لهم بيوتا ...ولم تَبْق عند بعضهم حاجتهم ،،،فنحن نحلم بالجنّة ،،نكتب عنها قبل أن نراها ،،،وما أراد شاعر أو نبيٌّ أو أحدٌ ،،،إلاّ الجنّة




الكاتب / عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=0
**نسترق السمع لأصوات هذا الكون

**نسترق السمع لأصوات هذا الكون

فبراير 22, 2019 Add Comment
**292**نسترق السمع لأصوات هذا الكون



1** يوم ولادة ويوم موتٍ أيضاً ،،!نولَد اليوم ونموت غدا ! يحملون بأيديهم القويّة جنين الحياة الجميل وتهرم أيديهم وتقع الحياة من أيديهم بعد حين
..
..نولد ونمشي في الطُرقات فرحين بالحياة خائفين من البئر العميقة الموجودة في بعض الطريق !،،وتكبر أحلامنا وتمرّ جنازة جارنا ،،،من بابنا فنستحي ،،من أحلامنا ونحن مثله ميّتون
..
..الولادة ليست فرحة بوجودنا نحن ،،فنحن مثلما نولد نموت أيضا ،،! بل الولادة هي ما رأيْنا وما عرَفْنا ونحن نسترق السمع لأصوات هذا الكون الذي وُلد فينا ،،ثم يُقفِل الموت حواسّنا المتلصّصة عليه ،،
..
...كنّا نتسمّع أصوات الموجودات صوت الطيور والزهور والشمس تجري فيهم ،،وتهوي قلوبنا لنبض الحياة ونرجو الله الحياة مثلهم ،،وهرمَتْ اعيننا التي ترقب فِعْل الله ونامت في التراب ،،،تنتظر إذن الله بالعودة وتحلم بالحياة
..


2**..لا يصدّقون أنّهم سيتركون كلّ شيء وينامون مع التراب ،،كمن يصعد نخلة طولها السماء ،،فيتشبّث لا يريد السقوط ،،وأيدينا ضعيفة تهرم سريعا ،،ستتعب وتسقط لا محالة ،،
.
،،الحياة على الأرض عمرها طويل ولسنا نحن ،،! سنموت والحياة خلفنا ستظلّ بهيجة ألِقَة ،،والقمر سيطلع بَعدنا ،،جميلا كما كان يطلع ،،

..إذا كنت تحبّ الخلود فالذين يعيشون قرب الله ،،خالدون في مكان لا موت فيه ،،فإذا دخلت ذلك المكان فأنت أيضا لن تموت ،،أما آن لنا أن نيأس من الخلود هنا ،،والناس يموتون كلّ يوم ،،،!
.
,,,لا يُريحني إلاّ فهْم المؤمنين ،،الذين يتعلّقون بخالق الحياة وليس بالحياة ،،ويخافون منه لا مِن الموت ،،وينظرون إلى السماء دائما ،،بخشية وطاعة ،،،وحُبّ كبير

..ولكنّي أحزن على موت الذين كانوا يزيدون الحياة حولهم ألقَاً وخيرا،،وأفرحُ لموت من زادوها قسوة وقُبحا 


3**من لا يستقوي بالله ،،يستقوي بنفسه فيصير وحشا ،أو يستقوي بالناس فيصير منافقا ذليلا ،،،وكلا هما كسير،،لأنّ القوة الحقّة لله والأخرى وهمية ،،،،،من لا يشعر به في الصباح الباكر ،وهو يمخر عُباب الفجر ،،لن يعرف القوة ،،من لم يره حين يغشاه ضوء الصباح ،،لا يعرف الحياة  ،،من لم يرَ قوّته وهو يرى آلام وأحزان الناس وأوجاع أعضائهم وانكسار الملوك والأقوياء ،،،،فما عرف معنى القوّة ،،بَعْد ،،،القوة لذلك الذي لا يضعف ولا يمرض ولا يحتاج ولا ينكسر ،،،ويفعل مايشاء .!...وإذا لم نعرف سبَبنا وسرّنا فنحن لسنا حقيقيين،،،فانت لست أنت وأنا لست أنا ونحن هكذا كقوانين بلا تفسير ،،،،،والله فقط ،،من يفسّرنا  هو ما يربط الحروف فيصير لها معنى ،،وما يربط الخيوط،،فيصير لها فائدة وصورة ،،ومن دونه نحن حياة في الضباب والأكاذيب ،،وجوده حقيقة خالصة وبه صار العالَم هذا حقيقة وبإرادته تنتهي حقيقة كلّ شيء ،،إلاّ هو..لا تنتهي حقيقته..

الكاتب / عبدالحليم الطيطي
،، أنا كالأعمى الذي أبصّر فجأة

،، أنا كالأعمى الذي أبصّر فجأة

فبراير 18, 2019 Add Comment


**291**،، أنا كالأعمى الذي أبصّر فجأة









1 *

**قال له :،،كيف تتكلّم عن حياة نظيفة غير التي نعيشها ،، !...قال : أنا كالأعمى الذي أبصَر الحياة فجأة ،،فكأنّي أوّل مَن رآها ،،فرآها حقا ،،ولم يَرَها إرثا بعد أن مسّها الإنسان ،،لا أنقلُ ما رأى الناس واُعيد ما فَهِموا ،،بلا فهم ،!......فيصير الخطأ مع طول العهد صوابا ..!

..

..،،لسْتُ كمسافر لا يسأل أين يذهب ،،! ويمشي به قطاره ،،يحسَبُ القطار المسافر بيته ومسكنه الأخير ،،وهو في الطريق لم يصل الحياة بْعدُ ،،،

..

،،،، هل الطريق ما يشغل المسافر أم غاية المسير !...وتكبر همومهم في آخر العمر،،والخطأ يمشي معهم ويبيت ،ولو نظروا قليلا ،،ما بينهم وبين النهاية سوى شِبر ،،،
..
...وإذا جمَعْتَ في العاصفة ....فكلّ ما بيديك للعاصفة ،،!
....نحن اشرعة في ريح عاصف ،،،نتمزّق عن أنفسنا وعمّن نُؤويهم ،،
...،ويُؤوينا من لا تمزّقه الريح ولا الحوادث ولا يموت
..
..كيف يرى الحياة،، من ينتظر انقشاع الضباب ،،عن الشمس المشرقة والربيع والخلود ،،حين يأذن الله بعد حين ،،!
..
..













2**يتشبّثون بالحياة بقوّة ،،تنظر إلى فرحهم يطوف حولهم ،،وأغراضهم التي تعجبهم ،،فتشعر أنّها أغراض مسافر ،،فتتعجّب إذا كانت غالية الثمن ،،تقول : سيزداد حريق الموت بأغراضك الكثيرة ،،التي كانت تتوهّج بها حياتك أيضا ..






..وتشدّني الحياة في ذلك الشيء الذي لا ينتهي لا يُمَلّ،،، في نَظَرِك لعَمَل الله ،،زهره وشمسِه وخَلْقه،، فالعقل يجده فيما صنَع ،،


....والقلب لا يسكن إلاّ اليه ،،لأن السلام جنبه ،،ولا نجد السلام جنب من يَفنى ويموت ،،،ويعجَز ويمرَض ويتغيّر كلّ يوم






والحياة الغالية في نظرك لأفقٍ لا ينتهي وبحر مازال يمتدّ في عينيك ،، وفي طبيعتنا الجميلة التي تتصل بخالقها فتخاف على نظافتها من الاتساخ ،،،






،،،لو أُجلسك يومين مع غنيٍ متوهج من الأقوياء ،، لا يفهم النظافة ولا تتصل نفسه بالسماء ،،،ستكرهه مع نقوده وتهرب منه

















3**،،الصدق هو تلك الحياة الحقيقية ،،،حين لا يمشي أحدنا في الشارع منافقا كأنه اثنين ،،يقول ما لا يفعل ،،،،،،أو حالماً لا يستطيع أن يكون كما يحب …ربما لانحقّقها حياة الصدق إلاّ في الجنة ،،،،،فلا يليق بنا قرب الله إلاّ الفضيلة




















الكاتب / عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=0
كمركب يوغل في البحر

كمركب يوغل في البحر

فبراير 10, 2019 Add Comment



290*** كمركب يوغل في البحر





1**قُلت:وأنت في آخر العمر ،كمركب يوغل في البحر ،،تقترب أكثر من الدوّامات القاتلة ،،قال:إنها موتة أعرف أنها قادمة منذ رأيتهم يدفنون بعضهم ،،فلتأتِ متى تشاء فالموت  بالخوف ... هو  موتَة   ثانية

ولقد فرَغْتُ من كلّ أحمالي ،،وأُشفق عليكم وأنتم تحملون أحمالكم على ظهوركم ،،تصعدون بهم الجبل ،،أولادكم وأمراضكم وآلامكم ،،،،،،تمتلؤون بالخوف والقلق في زحام حياتكم ،،،وأنتم تقتلون بعضكم وتجوّعون بعضكم وتَعلون على بعضكم ،،،،،لأنّ الشرّ هو أصل حياتكم لأنكم به تدافعون عن أنفسكم ،،والخير أن  تغلبوا أنانيّتكم وتُعطوا غيركم ،،كأنفسكم ،،لن تستريحوا في موتكم وأنتم قادمون من دولة الإنسان التي كرّسّت أنانيّتكم ووحشيّتكم،،

ولكنّ الله يساعد أهله الذين يعيشون بين الظالمين ،،ليتساوى الميزان ،،!

،،كم أشفق عليكم وأنتم في حُكْم الإنسان المتمرّد على الله وأنا أموت ،،وما أغرب أن يشفق الميّت على الأحياء



2**تقول أُمٌّ على قبر ابنها القتيل : حرصتُ  عليه كلّ العمر ،،وصنته،،وفي لحظة واحدة يموت ،،!كيف طالوه من كلّ حِرصي وعنايتي ،،رصاصة شَرّ واحدة قَتَلَتْ كلّ خيري ! رصاصة لم ترني وأنا  أتبعه في طريقه ،،وأشملُه بقلبي ،،،،لن يتحضّر الإنسان إلّا  إذا تعهَّد أن لا يموت الإنسان بسبب الإنسان ….!





3**حين تصحو مروءتك،،وتداعب نفسك العليا ،،ستفعل مروءتك العجائب ،،يُلقي المسلمون القبض على ابي البختري وصاحبه ،،ويعفون عنه ليسلِمَهم صاحبه فلا يقبل ويقاتل مع صاحبه حتى الموت ،،،،وهو ينشد " لا يترك ابن حرّة زميله  …." ….وهو مشرك لا ينتظر الجنّة ،،فما بالك بمروءة من ينتظر الجنّة ،،مثل النفر الذين آثروا  بعضهم  بالماء وهم على حافّة الموت ،،،،حتى ماتوا ولم يشربوا الماء ،،ويعلمون أنهم سيشربونه في الجنّة

  ..والمروءة تُخرج من نفسك كلّ قواها ،،،لغيرك ،،وهي حياة عظيمة ،،،،أن تكون لغيرك لا يعرفك إلاّ الله ،، بينما الناس انانيّون لا يعرفون غير أنفسهم ،،ولا يعرفهم أحد غير أنفسهم !



4****أتعجَّبُ كيف نسّجّتْ السنوات الكثيرة رجلا مثل عمر بن عبد العزيز ،،،نسيجا متقنا ليذيق الناس طعم العدالة الجميل عامين اثنين فقط ،، وكيف نُسج صلاح الدين ليذيق الناس طعم النصر ،،تخيّل أن يخلقك الله ويُعلّمك سنوات طويلة ،،من أجل أن تُعلّم الناس شيئا ،،أو تُذيقهم نعمة ،، أو ترفع عنهم ظُلما ،،،مثلما قال لموسى " ولتصنع على عيني " ...
..
،،،وتسأل بعضهم ما شأنك ! يقول : ها أنا أكوِّن نفسي وأبحث عنها ! ..ويقصدون جمع المال الذي يملأ المخازن ،،و التنافس في طابور الوظائف والمنافع وأكاذيب الجاه والإستكبار،،
...
وإنما بحثنا عن ذاتنا يعني تفكيرنا المتّصل حتى نفهم وجودنا ونجد طريقة صحيحة لحياتنا وندعوا لها ،،ونؤمن بمعتقد ،،،يفسّر موتنا وحياتنا ويشرح حياتنا الصحيحة لموتٍ صحيح يعيدنا للحياة في السماء،،بعد أن خسرناها هنا
..

....................

.......................................................................................الكاتب / عبدالحليم الطيطي