240********نُحبَس في قارورة طين ،،،
******1******تراهم وهم في بهجة حياتهم
كالأقمار ،،،وتُفاجأ بصوَرهم قبل موتهم ،،قد بدؤوا يموتون منذ وُلِدوا ،،وينكمش
ترابهم ،،،وكانوا سعيدين بلحظة وجودهم ،،لا يرقبون انكماش خلاياهم وموتها ،،كما
أنّك لا تلحَظ مَشْيَ الشمس في الأفق ،،فإذا تحقّقوا من الموت ،،صرخوا مذعورين
،،كيف يموت مَن ذاق طعم الحياة !! ،،قال لهم رجلٌ مؤمن وحكيم:قد متّم يوم مات أول
انسان ،، أنتم نُسَخٌ منه ،،فكيف جهلتم مصيركم ،،ولكنّ الحكيم يعرف بقيّة حياته
،،ممّا يحدث لكم ،،،
،،،كما تحبس نورا في قارورة طين ،،فيرى نورَك العالَمُ إذا كنت من طين
شفيف ومُعتماً تكون في طينٍ غليظ ،،،فإذا تشقّق طينُك اخر العمر وانهار ،،خرج نورك
وعاد الى ذلك النور ،،،،والنور لم يمُتْ
والطين ميِّتٌ أصلاً ،،كانت فيه صورة
عملِك ،،فالذي عاد الى الله هو صورة عملُك ،،وليس طينُك،،وجعل الله صورة عملك –
وهي أنت - خالدة في الجنّة ،،،أو جعلها في النار،،،،،،،
****2***يدخلون
إلى بيوتٍ ،،قصورٍ ،،تتعجّب من جمالها ، فتشعر بحزن على أصحابها ،،!!....إنّهم
يمرّون بها مرورا ،، أليسوا خارجين منها يوماً ما ،،،فكلّ شيءٍ تخرج منه أو تتركه
،،هو ليس لك ،،وهو لأناسٍ كثيرٍ غيرك ،،
كما ترى أشياء
جميلة وأنت تعبر في طريق ،،هي ليست لك ،،،ومن يفهم أنْ لا شيء له يشعر بذلك الحزن
،،، على الأشيا ء التي يملك ثمنها و لا يملك البقاء معها ،،تذكّره بأنّه عابر لا
يقف أبدا ،،،،إلاّ ميِّتاً ..................
قال: كيف أحتمل
الدخول في قبر مع الطين والتراب والبَرْد ،،! وأخرُجُ مِن قصري ،،،،قلت: بل أنت مِلْك من خلَقَك ،،فهو يُعِدُّك
لأيّ سَفَرٍ تسافره قبل أن تسافر ،،فكيف أعدَّك للحياة في بطن أُمّك ،،ولا تعود
اليوم الى بطن أمّك ،،!
فالمسافر يفهم
طريقه ،،واليوم بيْتُ حياتك في خلاياك التي تهرم لتموت بعد وقت ،،وهذا سَفَرُك
،،وغدا في الحياة العليا سيكون بيت حياتك في خلاياك الي لا تهرم ،،،لتخلُد بلا موت
،،،،،،،،،في نعيم أو جحيم ،،،،،،،،،،،،،
الكاتب /
عبدالحليم الطيطي
https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=0
https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=0
ConversionConversion EmoticonEmoticon