كان العيد على مقربة منّا

كان العيد على مقربة منّا

أغسطس 30, 2018 Add Comment


**كان العيد على مقربة منّا ..
.
.....كنت أحسب وأنا صغير أنّ الفرح يوم العيد يكون كأمواج تأتي مع الهواء ..وعليك أن تنغمر بذلك الهواء المليء بالفرح ,,,فتفرح ...............!!
.
..وكنت بعد غياب العيد أحزن ...ومرّة فرحتُ في يوم غير يوم العيد ..وتعجبتُ :وقلت فالفرح هو عيدنا ,,أينما نكون ...
.
...العيد ينبع من نفوسنا في لحظات انجازها .. وفرحها وهي تشتبك مع الحياة خارجها بكلّ صدقها وحبّها ..،،وعطائها ،،
،،العيد هو كلّ لحظات أفراحنا........
.....وحين عرفتُ أننا سنموت تعجّبت أننا نفرح ……….!!
.
...كان العيدُ على مقربة منّا ،،وسط الأسواق ،،والبهجة في أصوات الأطفال ومزاميرهم ،،وكنّا طفلين خارج البلدة ،نرقب العيد من بعيد ،،لنراه كلّه ،،!..ولا نكون جزءاً منه ...فلا نراه ..!!..
.
,,كالمفكّر يكون خارج الحياة لا ينشغل بشيء فيها ..فيراها جميعها ....وإذا كنتَ جزءا من أيّ شي ..كيف ستراه .....!!..
.
..كنّا طفلَين مبتهجين ،،نخشى على العيد الذي في أنفسنا ،لو اختلطنا بأسواق العيد ،،!!..
.
..كنّا نمشي بين الأشجار نرقب الشمس ،،نشفق ،،على انتهاء العيد ..كلّما دنَتْ من الغياب !!..ربما نحن نرقب انتهاء أيّامنا كلّما غابت الشمس ،،فيختلط فينا حزن النهاية وبهجة الحياة،، كالعنادل اختلط الحزن في صوتها مع الفَرَح،،!
..
...أكذَبُ عبارة سمعتُها من مُتَباهٍ ،،حين يقول : هذا لي ،،!!كالصغير الذي يفرح لأشيائه التافهة ،،!!وليس لك شيء ،،والذي لك اليوم ستتركه غدا ،،
.
..وكم هي كبيرة خسارتهم ،،يوم موتهم ،،!..اؤلئك الذين لم يجعلوا الحياة هذه جسرا الى حياة خالدة ...
.
..ينقصه الإيمان فقط ..مَن سيموت هنا ولا يعود .....مرّة أخرى ....!!
.
..ولكنّ الحكيم لا يخسر شيئا ،،لأنّه يفهم منذ وُلِدَ ،،أنْ لا شيءَ له ,,,!،،إلاّ ما كان بينه وبين الله ..فهو له ،،، !..
.
..الأشياء الذاهبة إلى الله تصعد بك ..تنتشلك من الأرض إلى السماء ،،التي لا يموت فيها أحد ،،،
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ..انقر عليها في بحث قوقل

مقيمون ومسافرون ...

مقيمون ومسافرون ...

أغسطس 18, 2018 Add Comment



*****263***مقيمون ومسافرون


**1****نحن هنا مُقيمون ومسافرون ،، مسافرون رَأَوْا طريقهم منقطعة قصيرة ،،فتعلّقوا بالمعرفة وقَهَروا الشهوات حتى عَرَفوا الله ،،ومعرفة لا توصِل إلى الله ،، معرفة حزينة ،،مثل مركب لا توصلك الشاطىء ،،تجعلك وسط البحر !!
..
،،وهؤلاء خيْر مَن عَمِل إذا عَملوا ،، لأنّ الله علّمهم أن يعملوا لغيرهم كما عملوا لأنفسهم ،،تُنبئُك عنهم أعمالهم ،، لا يغادرون الدنيا إلا بعد أن يتركوا بَصمَتَهم ،،مَن عَلْمٍ وخير ،،قبل أن تحُطُّ رَحالهم عند معلِّمهه وخالقهم ،،وهناك يبدؤون ،،ويصيرون مقيمين !
..
والآخرون وهُم المقيمون هنا كالوحوش ،،لأنهم يأكلون و يعملون لأنفسهم ،،تطول في أعينهم الحياة وهي لحظة موت قصيرة ،،ليس لهم روح شفيفة تنتظر الجوائز بعد الموت ،ويزول ما يأكلون مع بطونهم التي تزول في التراب وينتهون ،،،


**2*
** تعجّبْتُ من اثنين ،،! الأول :وأنا أَنظُرُ إليه في قاعة المحكمة ،،يُحاور القاضي ويستدعي كلّ ما لديه من بلاغة وشواهد ليحصل على العدالة ،،!وقد كان قبل حين حاكماً ،، هو الذي يعطي العدالة ،،! لقد تمنّى اليوم لو أنّه وهبَها للجميع بعد أن عرّف كم هي غالية ،، وأَنّنا سنهلك ،،إذا عدَل فينا الله قبل أن نعدل ،ولو أنّه حفِظ حقوق الناس من الغيلان لأنّ الحقوق غالية أيضا،،،!
..
وتعجبّت من شخص في النزاع ،،يقول : ها أنا في حضرة الله ،،! ولو عشْتُ قبل اليوم ألف سنة ما انتبهْتُ لهذا ،،ولكنّي اليوم أراه ،،! من يُعيد لي يوما واحدا من الحياة ،،كي أنقذ نفسي من هذا الجحيم الذي يدنو منّي،،!
..
والعُمْر نافذةٌ تمرّ أنا وأنت عنها بسرعة ،،ويأتي غيرنا ،،منها ننظرإلى العالَم ونمضي إلى حيث يضعنا الله ،،وقد انتبهوا لما رَأوا في الدنيا ولم ينتبهوا لمن أعطاها ،،ونحن لا نفعل في أقدارها شيئا ، فنؤخّر الموت ،،إنَّ أسير الله هو أعظم حَيّ,,

..



**3**** ،،عقلٌ لم يعرف قبل الموت أنّه سيموت ،،رغم أنّه قد دفَن أحبّ الناس اليه ،،بيديه ! هو عقْلٌ غادر
وإذا عرَفوا الموت ،،فمعرفتُهم في الصناديق المقفلة ،،لا تُغني أرواحهم وهم ذاهبون إلى خالقهم ، ،
..
،،هُمْ لا ينتفعون إلاّ بالمعرفة التي تغني أيّامهم القليلة بالمال والجاه ،،ويتركون كلّ شيء في الطريق ويذهبون ،،كالمسافر الذي انفق كلّ مالديه قبل الوصول إلى مدينته التي سيحيا فيها،،!
..
كذّابون ،،تراهم اينما تكون ،،هذا يتكلّم عن الأوطان وهو سارق ،،وذاك يتكلّم عن الخشوع في الصلاة ويثقِل قلبَه القلق على اسهمه في البنوك ،،وهذا تُعجبه مكارم الأخلاق ،،وهو غادر لا يتّسع لغير نفسه ،،!وأغنياء،،يشترون جبالا من الطعام ،،ولا يُلقون ما يزيد في أمعاء الفقراء الذين لا يأكلون إلاّ قليلا
..
هناك صادقون،،ولكن لا يتكلّمون ،هم خفيّون يراقبون أنفسهم أن تضِلَّ ،،ولا تعرفهم إلاّ حين يعملون ما يستطيعون ،،! أو يُقتَلون فيما يؤمنون




..
..
أنا أَكْتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية / بحث قوقل

الكاتب / عبدالحليم الطيطي
أرقب الموت في كلّ منظر

أرقب الموت في كلّ منظر

أغسطس 08, 2018 Add Comment


262****أرقب الموت في كلّ منظر


**1**أرقب الموت في كلّ منظر ،،أضَع يدي الجافّة المتجعّدة جنب يد الطفل الصغير ،فأرى  كم تشبه يدي أيدي الجثث المحنطة ،، وكنتُ أراها في المقعد الخلفي في السيارة ( ابنتي سارة )،،وها أنا أنظر ولا أراها ،،هي عروس في يومها الأول ،،،،تلك صورة كانت موجودة ،، ،،والماضي موت ،،ورحمنا الله بذاكرة تحفظ صُوَر اليوم ،،قبل أن نجتازه وينتهي إلى الأبد ،،
يخرجون من أسرَّة نومهم ،،واحدا بعد الآخر ،،ويتركون موائد إفطارهم ،،،فتلك الصُوَر ،،ماضٍ ،،والماضي موتٌ ،،إلاّ من ذاكرةٍ مُحبَّة وفيّة تُعيد لهم الحياة ،،

الموت يشبه دائرة ظِلّ تقتحم ساحة النور التي نعيش فيها ،،وما يدخل في الظلّ يموت ،لأنّك لا ترى مَن كان فيه ،،،! ،،وبعد حين يشمل الظلّ كل طريقتا ،،،ولا يرانا أحدٌ ،،،

ولكن صورَتها مع زوجها اللطيف،،هي صورة حياة جديدة مليئة بالنور والسلام لأنهما مؤمنان ،،فالمؤمنون لا يعيشون إلاّ قريبا من الله،،ففي نفس لحظة الموتٍ تبدأ حياة جديدة ،،،كما تُخرِج جذوع الأشجار الجافّة براعماً جديدة ،،،فلا تموت حياة يبرؤها الله ،،،بل نحن مَن نموت ،،،ويعود إلى الحياة مَن يُعيده الله


2**لن يخلو من الفساد ،،مجتعك هذا ،،الناس هنا لا ينظرون الى السماء!


        
ا ***3***أتريد الإنتحار بسبب خصوماتك مع البشر ،،نت تُنهي ما لم تبدأه !! الحياة لله وليست لك ،،،أنظر ما أجرأك وأنت تُنهي ما بدأه الله وأراده !!!!هل تقدر على خُصومة الله وأنت اليوم تُضعفك خصومة البشر بل ،،تُميتك !!



***4****خليفة الدنيا ويقول لزوجه : يا ابنة الملوك ،أعندك درهم نشتري عنباً ! ما لي أراني أشتهيه !..وهو الذي أغني الفقراء وملأ أمعاءهم الجافّة بالعنب !
أنا الذي أتعجّب ، فلمْ يبلغ علوّ الروح هذا المبلَغ ! إلاّ بالقرب من الله ،،وأوّل ما تعرّف عمربن عبدالعزيز إلى الله واقترب منه ،اشتعل ضوؤه وأنار ،،وهؤلاء الذين يعرفون الله يصيرون فورا مسافرين اليه !،،ألا يستحقّ السفر اليه وترك كلّ شيء دونه ! ،،
صار مسافرا وعينُه على طريق عودته ،،لِداره الأخيرة ،،فَعَلَتْ نفسه فلم يُشغله ما يأكلون وما يبنون ،،وهو يتطلّع إلى ما هو أكبر ويشعر بما هو أجمل ،،،وهو يشعر بلذّة خِطابه الطويل مع الله ،،
وكالمسافر لا يحبّ أن تُثقله الأحمَال ،،وكالطائر المُشتاق ظلّ طائرا حتى كلَّ جناحه ،،واستحقَّ أن تتلو عليه الملائكة وهو يموت "،،إنّ المُتَّقين في جَنَاتٍ ونَهَر ،،في مقعد صدق عند مليكٍ مُقتَدِر



***5*****هم لا ينتهون عن الرذيلة ،،،،ومع الرذيلة دائما قتيل أو مظلوم سيأتي ،،،،أو مطحون حزين ،،،،،آلامنا في ذيول شهواتنا ،،فإذا انتبه الضمير للذين يخسرون بسببنا ،،،تحكّمنا في أنفسنا وإلاّ فسنمتلىء باللقطاء الذين نلقيهم على طريق الأحزان.....


الكاتب / عبدالحليم الطيطيhttps://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allpostsمدونتي أكتُبُ فيها