مقيمون ومسافرون ...

أغسطس 18, 2018



*****263***مقيمون ومسافرون


**1****نحن هنا مُقيمون ومسافرون ،، مسافرون رَأَوْا طريقهم منقطعة قصيرة ،،فتعلّقوا بالمعرفة وقَهَروا الشهوات حتى عَرَفوا الله ،،ومعرفة لا توصِل إلى الله ،، معرفة حزينة ،،مثل مركب لا توصلك الشاطىء ،،تجعلك وسط البحر !!
..
،،وهؤلاء خيْر مَن عَمِل إذا عَملوا ،، لأنّ الله علّمهم أن يعملوا لغيرهم كما عملوا لأنفسهم ،،تُنبئُك عنهم أعمالهم ،، لا يغادرون الدنيا إلا بعد أن يتركوا بَصمَتَهم ،،مَن عَلْمٍ وخير ،،قبل أن تحُطُّ رَحالهم عند معلِّمهه وخالقهم ،،وهناك يبدؤون ،،ويصيرون مقيمين !
..
والآخرون وهُم المقيمون هنا كالوحوش ،،لأنهم يأكلون و يعملون لأنفسهم ،،تطول في أعينهم الحياة وهي لحظة موت قصيرة ،،ليس لهم روح شفيفة تنتظر الجوائز بعد الموت ،ويزول ما يأكلون مع بطونهم التي تزول في التراب وينتهون ،،،


**2*
** تعجّبْتُ من اثنين ،،! الأول :وأنا أَنظُرُ إليه في قاعة المحكمة ،،يُحاور القاضي ويستدعي كلّ ما لديه من بلاغة وشواهد ليحصل على العدالة ،،!وقد كان قبل حين حاكماً ،، هو الذي يعطي العدالة ،،! لقد تمنّى اليوم لو أنّه وهبَها للجميع بعد أن عرّف كم هي غالية ،، وأَنّنا سنهلك ،،إذا عدَل فينا الله قبل أن نعدل ،ولو أنّه حفِظ حقوق الناس من الغيلان لأنّ الحقوق غالية أيضا،،،!
..
وتعجبّت من شخص في النزاع ،،يقول : ها أنا في حضرة الله ،،! ولو عشْتُ قبل اليوم ألف سنة ما انتبهْتُ لهذا ،،ولكنّي اليوم أراه ،،! من يُعيد لي يوما واحدا من الحياة ،،كي أنقذ نفسي من هذا الجحيم الذي يدنو منّي،،!
..
والعُمْر نافذةٌ تمرّ أنا وأنت عنها بسرعة ،،ويأتي غيرنا ،،منها ننظرإلى العالَم ونمضي إلى حيث يضعنا الله ،،وقد انتبهوا لما رَأوا في الدنيا ولم ينتبهوا لمن أعطاها ،،ونحن لا نفعل في أقدارها شيئا ، فنؤخّر الموت ،،إنَّ أسير الله هو أعظم حَيّ,,

..



**3**** ،،عقلٌ لم يعرف قبل الموت أنّه سيموت ،،رغم أنّه قد دفَن أحبّ الناس اليه ،،بيديه ! هو عقْلٌ غادر
وإذا عرَفوا الموت ،،فمعرفتُهم في الصناديق المقفلة ،،لا تُغني أرواحهم وهم ذاهبون إلى خالقهم ، ،
..
،،هُمْ لا ينتفعون إلاّ بالمعرفة التي تغني أيّامهم القليلة بالمال والجاه ،،ويتركون كلّ شيء في الطريق ويذهبون ،،كالمسافر الذي انفق كلّ مالديه قبل الوصول إلى مدينته التي سيحيا فيها،،!
..
كذّابون ،،تراهم اينما تكون ،،هذا يتكلّم عن الأوطان وهو سارق ،،وذاك يتكلّم عن الخشوع في الصلاة ويثقِل قلبَه القلق على اسهمه في البنوك ،،وهذا تُعجبه مكارم الأخلاق ،،وهو غادر لا يتّسع لغير نفسه ،،!وأغنياء،،يشترون جبالا من الطعام ،،ولا يُلقون ما يزيد في أمعاء الفقراء الذين لا يأكلون إلاّ قليلا
..
هناك صادقون،،ولكن لا يتكلّمون ،هم خفيّون يراقبون أنفسهم أن تضِلَّ ،،ولا تعرفهم إلاّ حين يعملون ما يستطيعون ،،! أو يُقتَلون فيما يؤمنون




..
..
أنا أَكْتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية / بحث قوقل

الكاتب / عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »