فلِمَ يعجبك وخيرُه له ،،!

أكتوبر 17, 2018











***271*** فلِمَ يعجبك وخيرُه له ،،!





1**يحبُّ صاحبي غنياً ،،قد جمع الدنيا وجلس عليها ثم مرِضَ ومات ..! ،، وسألني: مَن يعجبك أنت ! قلت له : سمعْتُ مَن أعجبك يوم موته يقول : ،،لقد أخذْتُ وقتي لمالٍ تركته ومضيْت،،!ولم يبقَ وقتٌ لأدخل تلك الحياة التي لا تنتهي ،،! ودَخَلَها الفقير


وصاحبُك الغنيّ إنما أعطى نفسَه الكثير،، ما نالك منه شيء ،، فلِمَ يعجبُك وخيرُه له ،،!! إنما أعجبني الذين يقسمون مِن خيرهم للناس ،،هم الذين يستحقون المحبة يفكّرون بغيرهم ،،ولو بالقليل : ينسى أحدهم نفسه لحظةً ،،يفكِّر فيها بغيره ،،يعطي مالاً يعطي عِلماً أو معروفا ،،

صوَرالجهل والفقراء والقَتلى أكبر صفعة للإنسان وحضارته الكاذبة المتوحشة ،،تراها في كلّ مترٍ من هذه الأرض ،،وفي حياة الذئاب نظام تكافل ،،رحيم وفي دولنا المليئة بالباشوات الذئاب،،آلاف النُسَخ من هذا الشقاء



..


2*
**وأنت على الشاطىء مع جَمْعٍ كثير ،،تتعرّف عليهم ويعجبك لقاءهم،،وتأتي المراكب تأخذهم إلى الجهة الأخرى في ظلام البحر،،وتحزن على فراقهم تشير إليهم بيدك،،وأنت تنتظر مثلهم ،،وماذا تستزيد،،لا تُنجيك زيادة الأيام من موت!
..
يأتي الصباح كلّ يوم وتأكل وتفعل أفعالك ،،وفجأة يأتي يوم الموت فتنقطع انقطاعا ،،كما تنتهي طريقٌ تمشي فيها فجأة ،،إلى فلاة بلا اتجاه ،،وتنتهي،،تصير بلا معنى ،،وجهٌا لا يتكلّم أو يرى أو يسمع ،،يضعونك مع التراب ولا تعترض ،،بعد أن كنتَ بليغا حكيما ،،تقاتل للحياة ،،تتحوّل إلى كتاب سيرة لا يقرؤه إلاّ الله ،،!
..
أينما تمشي في الشوارع ترى قبراً لإنسان كان معنا هنا ،، و نقطع كلّ يوم الي قبورنا شبرا و بعضنا يقطع ميلاً،،وكي ينتهي خوفك من الموت ،،يجب أن تعيش كما يحبّ الله لا كما تحبّ أنت ،،فيُخرِجُ كُلٌّ مِنّا خيره ليُرضيه ،،فيَعُمّ خيرنا ويخبو شرّنا ونأمن ،، نحن مخلوقات متوحشة لولاه لا نُخرِج الخير الذي فينا ،،حتى لأقرب الناس الينا !
..
..


3****،،فقلتُ له :اقرأْ تَغْنَ حياتك يزيد عمقك ،تزيد مساحتك ، فعقلك وعاء والمهمّ ما فيه من معرفة وعلم ،،هناك حياة غنيّة في عمق البحر لا يكفي عمرك للتفكير بما في شبرٍ منها ،،وإذا بقيْتَ على السطح فأنت تشبه كلّ شيْ لا يفكّر ،،

..

وإن لم أُعلمك وأنا مخلص لك وقادر على تعليمك الخير ،سيعلمك جاهلٌ من هذا الشارع ،،فهل أقبضُ عليك في حبس العلم ،،أعلّمك ثم أفلتك في الشارع الجاهل ،،أم أدعك تمشي في شوارعهم وأنا معك أصحّح أخطاءك ،،حتى تمتلىء وتصير حكيما ،،

..

قال: بل لا تعطّل حياتي ساعة واحدة في أيّ حبسٍ ،، وإذا شئتَ كن معي ،، كأنّك صوتٌ في داخلي ،،فالمعلّم باقٍ بقدر ما يبقى فينا من كلماته ،،،ولا يَبقى فينا إلاّ ما نصدّقه ونؤمن به ،،

..

فقُلْ حقاً لا يُنسى فالمعرفة الصحيحة ،،تطارد قلبك إذا كان صادقا ،،حتى تصير قانون حياتك ،،فليكن الإسلام حبس حياتك الجميل ،،لأنّه يقيّدك بكلّ حقّ ،،ومَن يعرِف الحقَّ إلاّ مَن أنزَلَ الإسلام ،،،،!



الكاتب / عبدالحليم الطيطي



أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية /بحث قوقل

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »