زمن العُروبة البائسة

أكتوبر 31, 2018


273


******زمن العُروبة البائسة
**كانوا إذا سألوني عن الأمنيات ،،وأنا آكُلُ مع أهلي ،،أَنظُرُ في الأفق هكذا ،،وأقول وأنسج ما أشاء ،،أفكّر فيما أكون وكيف أعيش هذه الحياة لمدّة ستّين عاما أو سبعين ،،كأنّ الحياة مُلكي وملعب لهوي ،، وحين صرت وحدي ،،نظرت حولي ،،وإذا المستقبَل كلَه هو وظيفة الطعام والشراب مع هذه العروبة البائسة ،، كم نشبهها وتشبهنا صور المكسورين،، نحسّ أننا نلتقي بأنفسنا ،،كلّما رأينا صورة شيءٍ مكسور ومحطَّم ..ومن يفهم أنَّ الحياة مازال فيها متَّسَع من الأمل فالله في قلبه
..
..وهو زمن انتحار الثقافة ،،هو زمن لا تدري ما لونه - لأنه بلا انتماء لشيء-،،لا أحدَ يحمل كتاباً،، فعُسْر الحياة ضَيَّق أرواحهم واختلطت من حولنا القيَم - فاليهود والعرب أحبّاء ،،!..والدين صار دعوى وليس دعوة ،،والقوانين لا تفكّر في الإنسان بل في المسؤول !..والمال طريقة الحياة وسُلّمها ،،يصعدون سُلّمَه ويتركون مصاعد العِلم والقِيَم والدّين الذاهبة في السماء
..


**نظرْتُ إلى قريتي المحتلَّة ،،اهلها في القبور والمهاجر ،،وأرواحهم تملأ المكان فيها طريق صخرية قد مسحتها خطواتهم عليها منذ آلاف السنين ،،في هوائها صورة ظُلم الإنسان للإنسان وقسوته ،،ما أكبر ألَم هؤلاء الذين خرجوا من هذه الجنّات ،،وكم ستكون فرحتهم بلقائها بعد النصر ،،
..
ولكنّ الخائن يخنق البطل ويسدّ عليه الطريق،،صراعنا الحقيقي مع الخائن الذي يُعين نفسه ولا يُعين أمّته ،،
..
إذا كانت قضايا الأمّة بيد أحد غير الشعب،،لا يحقِّق الشعب أمَلَه،،فهو من دفع فاتورة الخسارة والألم ،،وهو الذي يهمّه مصيره ،،و يؤمن بحقّه ،،والكفاح عمره طويل ،،طول الأجيال ،،تحرير الأوطان والإنسان من كلّ ظُلم أو نُقصان،،هو أكبر من أحلامنا لأنفسنا
..
**كلّ الذين لا يخضعون للقانون الحاكم،،هم وثنيون لأنّ المسؤول والقويّ بسببٍ من أسباب القوَّة ،،سيحكمان الضعيف بظلمٍ،، ويأخذان منه حظَّه من الحياة ،،لولا الله
..
..
**ووجهات النظر المتباعدة في أمّتنا لا تقترب،! ولكن الترحيب بالنقاش ،،يعني التفهّم ،،والتفهّم هو أقصى مايمكن،،لأنّه يعني الإكتفاء بالكلام ،،لا حرب ولا خِصام،
..

الكاتب / عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »