**،ووجهك يستقبل أفق الطريق

يناير 21, 2019


***287***،ووجهك يستقبل أفق الطريق



1*****قلت له :مالك تغيّرت وصِرْتَ كأنَّ الحياة فرّتْ منك ،،ووجهك يستقبل أفق الطريق ،، كمركبة تذكّرَت جِهة سفرها،،

قال : غدا تنتهي هذه الحياة ،، ظِلالهم كانت تمشي في تراب ،،واليوم هم ظِلّ بلا تراب ،،كانوا هنا ،،مرّتْ صُوَرُهم في النهار وليل الموت لا نظهر فيه،،فإذا مَحاهم الإنسان من ذاكرته ،،انتهوا إلى الأبد ،،

.. والأيام تمشي بسرعة شديدة ،،تكاد تقذف المولود هذا اليوم في حفرة الموت ،فكأنّ عمرنا لحظة ،،لا أدري كيف نفعل بها كلّ هذه الأفاعيل ،وماذا يعيش من لا ينتظر حياة ثانية لا تُسرع به لموتٍ ولا لحزن!،

..

،، وكيف يدخل في صلاة ليعود الى الحياة وقد غرقَتْ روحه في طينه المتلبّد،، وإنما أرواحنا هي التي تصلي ،،،وتفهم النور وترى ظلّها فيه ،،،فتشعر بالحبور وهي تدخل محراب الله الذي يملأ الكون ،،،،فنتّسع في الحياة ونكبُر في النور ونفرح بالسلام قُرْبه ،،،وقد كنّا قبل الحياة قُربه ،،ضائعين في الفلوات ،،لا نكاد نعرف أنفسنا ،،فكيف نعرف بعضنا ..!



2**يقولون دائما : نريد أن نستريح ،،ولن يستريحوا ،،فهذه الحياة تناديهم بأصواتٍ من كلّ جهة ...صدّقني إنهم يعنون بالراحة الموت ،،فلا يمكن مع الحياة الصاخبة في نفوسنا أن نسكن ونرتاح ،،هناك شيء ما دائما ،،يدعوك يستفزّك ،،،هو نداء البقاء ،،ويشتدّ هذا النداء في النفوس العظيمة ويصير نداءً لخلود الذات ،،
..والمؤمنون يستغربون قِصَر طريقهم في بيداء الحياة ،التي لا تنتهي ،!،،فالحلم العظيم عندهم أن تنعم الروح بالبقاء والخلود بعد الموت ولا تسرّهم الحياة التي ينتظرها الموت ويحيطها ويرعب طريقها ،،
..
..والنفوس المفكّر ة ،، أشدّ قلقا لأنهم لا يرون الراحة إلاّ في الحقيقة ،،والحقيقة بحارٌ لا يمكن أن تعوم إلاّ في بعض مياهها ،،،ويُبرق كلّ البحر في عينيك ،،بإغراء شديد ..ثم يقذفك تيار من تيّاراته ،،من حيث جئتَ ،،،،نعود الى التراب ...كُلّنا فنستريح.....







3** قال : كنت أمشي في طريق جميلة ،ومن فكّر أنّ الطريق ستنتهي ،، فقد فكّر بشيء آخر غير هذه الحياة ،،ومن لم يفكّر بالموت فقد حسَبَ نفسَه خالداً ،،وهو ليس كذلك ،،فهو في وهم وكذب ،ليس حقيقيا ،،،فإمّا أن تعيش حياة كاذبة ،،تَحسَب أنّ حياتك خالدة ،،فتنتهي هنا وتنقطع ،،بعد أن ضاعت حقائق حياتك ،،وإمّا أن تفكّر بالموت فتختلط بك الموت والحياة كمسافر لا يقف في طريقه عند شيء !حتى ينتهي الى الجنة ...!





الكاتب / عبدالحليم الطيطي



https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allposts

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »