فإذا غابت إرادتك حلّت ارادته

أبريل 17, 2019


303**فإذا غابت إرادتك حلّت ارادته





1**قال : كنت فقيرا وأنا صغير وكنت أحسب أن الناس كلّهم مثلنا ،وما زلْتُ أخشى على كلّ فقير أن يموت جوعا ،،! ،،وما وظيفة الدِوَل ،،إذا بقينا فقراء ..
 

...وحين مررنا بأحياء الأغنياء ،،تعجبتُ ،،،!!ولماذا نحن مختلفون ،،! لا نشبههم بطعامنا ولا بهيئتنا ولا ببيوتنا ،،
 

...ولكنّي بعد حين فهمتُ أنّنا نعتاد المادّة ،،،سريعا ،،فلو أسكنتَني في قصر ،،أفرحُ به قليلا ثم أعتاده ،،وأبحث عن غيره ،،ونعتاد اكل اللحم ثم ننفر منه …!!
 

…. فأين الفرق بين الغنيّ والفقير …!وإذا انشغل الغنيّ بالجمع والعذّ والخوف على مملكته ،،،فلمْ يفكّر بمصيره ،،،وتفرّغ الفقير للتفكير بمصيره ،،وانشغل بملذّات روحه …..فمن يكون الأغنى !،،،من رأى الطريق كلّها فاتّسَعَتْ حياته،،صار سعيدا بحياة الكون حوله ،، أم من عاش مع نفسه الميّتة ،،فمات معها ،،،بعد قليل
 

...قلت :،، ،، نبقى مادام عطاؤنا ،، فإذا جاء الموت ينتهي أيّ نجاح إلاّ نجاح عقولنا ،،،بما عَرَفَتْ ،،وقلوبنا بما أحبَّتْ !!!ويكون الذاهب الى الله بسلام ،،هو الراحل بالذهب والجواهر





2

**سمعته يقول : أنا ملحد ..!،،كم تعجبْتُ !،،قلتُ : كيف يعيش هذا بدون الله ..!فإذا بقيَتْ له هذه الدنيا يجوسها ،،وتركه الله لمهارته ،،وقوّته ..!.. فماذا يفعل إذا انقضَت الدنيا واقترب الموت ،،! وجاء اللقاء ،،،!..بين خالق كريم ومخلوق لم يسأل العمر :كيف خُلقَتْ عيناه ،،!
.
..قد قضى العُمر بقوّته ،،فاحتاج من غير الله لكلّ غدره ،،فما قوّتنا إلاّ كثير غَدْر ..!!..فماذا يفعل في عالَم السماء ،،لا نعبره إلاّ بأرواحنا الطاهرة ...!
.
..ما بينهم وبين الموت سوى ساعة ،ويبدأ الخلود المكتظّ بالسنين ..تزاحموا وتنافسوا ،،وجاء يوم الموت ،،،فساوى بينهم ،،،قد صار هذا وزيرا قبل الموت بقليل و كثر مال هذا قبل الموت بقليل ،فكانت كلّ زحمتهم ،،،،عند دوّامات البحر القاتلة ،قبل الموت بقليل ...
.
..قال : قد كنت أرى الدوامات القاتلة وأتعجّب من زحمة الناس عندها …كلّهم يجمعون قرب الموت !!!!..وإنما أشْفَقْتُ أن يضيع عمري القليل بأيّ شيء ،،إلاّ النظر فيما فَعَلَ الله ،،،،وسعادتي وأنا أقترب منه


 



3*

**..آمرك هو من تُنفِذُ إرادته ،،فانظر الفرق بين ارادة الله المليئة بالخير والقداسة وإرادة ،،وحش بشري غارق بشهواته كما يغرق جرذٌ في مستنفع آسن ،،،!
.
قال : أكون مُرغمُا !..قلتُ : فارحمْ قدر استطاعتك ،،ولا تكن سعيدا بطاعة تلك الإرادة ،،وإذا غاب أيّ رفض أو نقاش في عقلك لأمر الناس ،،تلك أشارة موتك ،،فقدغابت إرادتك وحلّت ارادتهم فيك ،،
عِشْ مع ارادة ،،خالقك ،،فقط ،،هي أشرف لك وأوفى ،،ارادة الله فيك ،،لا تأمرك إلاّ بخير ،،وهي طريقك إلى الجنّة








الكاتب / عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allposts

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »