ويكتب القمر ما يرى على الأرض

يوليو 18, 2019









**320**يكتب القمر ما يرى على هذه الأرض


1
**ويكتب القمر ما يرى على هذه الأرض كلّ ليلة ،،لقد رأى بالأمس طفلين يلتقطان حبّات الفلافل التي تقع على الأرض ،،ويهربان ،،يأكلانها بسعادة أكثر من سعادة اؤلئك الأغنياء الذين يمضي عمرهم في حصونهم المنيعة ولايرون هؤلاء ،،كما رآهم القمر ،،،،هما سعيدان بما استعادا من عطايا إخوانهم الممنوعة في الحصون ،،،كما استعاد الشنفرة شيئا من إخوانه اللئام ،،،،!!
.
،،ورأى القمرُ طاعنا في العمر ، يقف أمام متجر أغنياء يتناولون عشاءهم ،،ولمّا ألقوا بقايا الدجاج في الزبالة ،،ذهب إلى مائدته وأخذ يتناول ما بقي من عظامهم لا ما بقي من عظام الدجاج ،،،،،!!!
.
،،ما الفرق بينه وبين من يعيش في خلاء لا أحد فيه ،،وهو في زحمة من الناس ، ولكن لا خير فيهم يعطونه لأحد ،،،،،،،!
.
فحين تقول::أنا في فلاة ضائع وليس معي أحد ،،،تكون انت مع اناس بلا خير فيهم ،،أو تكون كافرا لا ترى الله فلو كنت مؤمنا ،،ما أحسست بالضياع ،،لأنّ الله يكون معك ،،تحسّ به ،،وتقوى به ،،وتُسَرُّ به ولا تهمّك الفلوات
.
يخرج القمر كلّ ليلة مثل العسس ،،ويكتب لله مايرى ،،ويعكس صورنا على صفحته البيضاء فتمتلىء بظلالنا السوداء ،،ولا تدري ما يفعل الله في يوم ما ،،!
.
،،والعجيب أنّ ظهورهم تنحني كلّ ليلة هَرَما وضعفا ،،،وفي لحظة واحدة ،،يموتون ويتركون مالهم جنبهم ،،! وهناك دائما واحد يأخذ منك كلّ شيء ،،،و أنت تُخلي الطريق.
.
.

.

. 2**نظر الى الشمس الغاربة وقال : قد فرعت ،،من كلّ أمل ،،إنما كنّا نلحق الأحلام والأمل ،،واعترضنا ظلام في الطريق ،،وانقطعنا عن آمالنا ،،،بيننا وبينها هذا الظلام وطائر الموت الذي جثا في الطريق ،،وخلعت قميصي كما يخلع الطائر جناحيه ،، ولن أفعل شيئا كثيرا في عمر قصير …

،، وقفتْ الخيل عند حافة البحر وانتهى السباق ،،ونظروا الى بعضهم وابتسموا للنهاية ،! قال أحدهم :ما قيمة الفوز ،،،وكلّنا لا يتعدّى هذا الحدّ ،،وما معنى سباق ينتهي بالوقوف ،،،!جنب هذا البحر ،،وكلّنا سنصل البحر

...قال واحد منهم ،وكان يمشي جنب الطريق بعيدا عن السباق : كنت كلّما استفزّتني هذه الخيول المتسابقة ،،وأردت الدخول لأسابق معهم ،،تذكرتُ ذلك البحر ،،فوقفت ،،وأشفقت على الذين يسرعون لا إلى الفوز بل الى البحر ،،،

،،كلّما طلبْتُ شيئا وشدَّني أملٌ ،،،أتذكر البحر ،فأقول: الأمر أقلّ من ذلك ،،،قلْتُ: أتعالى مثلهم ،،،فتذكّرتُ البحر ،،،فقلْتُ : علوّ جنب موج البحر ،،،،! فاضحك لأنّ ذلك العلوّ يكون دائما قبل الغرق بقليل … .قلتُ : أقف جنب البحر ولا أغادر ،،،،بيتي ،،،،،فحين مِتّ،،ما اختلفَتْ الحياة عن الموت ،،،مادامت الروح تعيش وحدها بدون جسد ،،،يمتلىء بأعاصير الشهوات ،،وإنما الموت عند هؤلاء هو مفارقة شهوات ،،والروح خالدة لا تموت
.
.


.

الكاتب / عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=1

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »