،،عِشْ كما أنت برؤيتك ولو متّ في الطريق

أغسطس 25, 2019
328

** ،،عِشْ كما أنت برؤيتك ولو متّ في الطريق


**قلت: ،،وأنت تضيق بالدنيا كما نضيق بحافلة ضيّقة اكتظَّت بالراكبين ،،فاحلم بالوصول ولا تفكّر بالزحام ،، فلو لم تكن الدنيا سوى جسر يوصلنا لحياتنا في السماء ،،،لقبلناها ،،،وكلّ تعب جديد ، سيسعدك تذّكره بعد الوصول ،، فحين ينزل المُتعبون في أراضي الله السعيدة بعد حين ،،سيتسلّون بذكر شقائهم الذي كان برفقة الإنسان ،، وهم بعيدون عنه ،،عند الله آمنون،،

.

**،،وأنت تشفق على المواليد الذين يأتون ويصرخون ،،قبل أن يلتقوا بأهل هذه الحياة الذين يعيشون بلا فكرة تقودهم ولا كلام يعتنقونه ،، ويعيشون بنفس طريقة الوحش ،، لا يختلفون إلاّ بهيئتهم ،،!

.

**قلت : كنتُ حين ألعب مع رفاقي في الشمس الغاربة وأشعر بالسعادة ،،أنظر إلى الشمس التي تجري نحو الغروب ،،بسرعة ،،أريد أن أوقفها ،،أشفقُ من انتهاء هذه السعادة ،،وأنتم لا تلعبون ولا تجمعون إلاّ والشمس تجري فوقكم ،،تغيب في الأفق ،،ويشملكم الظلام ،،

.

**،،وذهبتُ أنا ،،كالظلال والخيال في شوارعهم وبين مبانيهم ،،أرقب الحياة وأكتُبُ الكلام ،،،،وما اختلفنا عن الوحش إلاّ بكلام قلوبنا وافكارنا،،،عِشْ كما أنت برؤيتك ،،وإيمانك ولو متّ في الطريق ،،،ولا يوصل الله اليه إلاّ من رآه ...ولا نراه إلاّ بفكرة عقولنا وإحساس قلوبنا


**،،تلك العجوز التي تمشي في الأرض بصعوبة ،،وتتمتم اسم الله ،،هي في طريق مع الله مطمئنة كعبدٌ يتَّكىء على سيّده ،والسماء آخر طريقها ،،وهي اقوى من اؤلئك الأقوياء الذين يشبهون الذئاب ،،
.
،،وانظرْ إلى عيونهم المستعرة ،،هي شيء يتمزّق ،،بالذعر ،،كم أشفقُ عليهم وهم يركضون في تيه ،،يحسبون أنّهم سيصلون فيه إلى شيء ،،،،،،ولا يصلون ،،لأنّه تيه وهم لا يعلمون ،،!..ليس في التيه إلاّ نور واحد ،،هو الله ،،،إذا أنت لم تهتدِ اليه فأنت ضائع ،،،ومثل قطرة ماء خرَجَتْ من البحر ،،،يجب أن تعود اليه ،،أو تُنسى في الفضاء ،،،!
.
 .

 .
**قلتُ لها : ما تفغلين ،! قالت : أعبُدُ الله ،،،أرأيتَ عبدأ لسيّد ،، يعمل ما يشاء أم ما يشاء سيّده ،،!،فأنت في أيّ عمل ،،إنما تعمله لسيّدك ،،!
.
،،قلت: ولماذا عقلي هذا ،،! ما أصنع به ،،! قالت : عقلك هذا يفهم ما يريد الله لا ما تريد أنت ،،،وإذا فكّرتَ بما تشاء أنت ،،فأنتَ تشاء شهوة وتُريد رذيلة ،،،! وإذا لم تفكّر بشهوة أو رذيلة فانت متّصل بالله ،،تعبده وتفهم ما يريد ،،،فكلّ خير نعمله هو ارادة الله ،،ووافقتْ عليه ارادتُنا
.
،،وتلك عبادتنا ،،!أن نغلبَ أنفسنا ونطيع الله ،،،،،،! فنخرج من عجزنا إلى قوّته ومن نارنا وشرّنا إلى نوره وخيره ،،ومن موتٍ نراه أينما نسير إلى خلود ،،كبير،،ومع الله راحة كبيرة ،،،،وقد كنّا نتمزّق غير قادرين على العناية بأنفسنا ،،،
,.




.

الكاتب / عبدالحليم الطيطي 

 https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=9

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »