عرف الله في السجن

أكتوبر 07, 2019
341**





**،،زرته في السجن ، كان انسانا عاديا ،،ووجدته عميقا كالبحر ،،،،فاليوم بين تلك الجدران لا يعمل فيه سوى عقله ،،
،،قلت له : كيف تقضي الوقت ،! قال : هنا الوقت للعِلم والتفكير ،،فبعد أن حُبسَ جسمي انفلتَ عقلي ....!!....
.
..أنا أقرأ أكثر مما يقرأ طلاب الجامعات ،،هنا العِلم الذي يُقرَاُ لنفسه وليس الذي يُحفَظُ للإمتحان ..أكره أن يعطيني أحد شهادة،،فلا يعرف مقدار علمي إلاّ الله لأنه العِلم كلّه ،،
.
،،وأريد من علمي أن يوصلني بالعِلم الكامل كما توصِل ريحٌ قطرةً بالبحر ،،،تلك سعادة العلماء أن يبقوا مع الله - العِلم الكامل - ،،كما تحبّ قطرة ماء أن تعود للبحر
.
..قلتُ له : كنتَ تهتمُّ بما تكون ،،ومن تكون في الناس ،، وسُلَّم الوظائف ،،!،،قال: أنا اليوم أهتمُّ بما أعتقد ،،وما ذا عرفتُ ،،وحين تمشي في الظلماء ،، لا يهمّك سوى صواب وجهتك ،،وليس نوع سيارتك !!
.
.......والذاهب في نهاية طريقه الى السماء ،،يجب أن لا يهمّه سوى مُرشد السماء ..
.
،،.أريد أن تُخرجني طريقي من هذا الموت ،،! ،قلت: أيّ موت ،،!،،نحن نعيش في الحياة ،،! قال: نحن ذاهبون إلى الموت ،،فكيف تقول أنّنا في الحياة!!!،،فأهمّ شيء في الطريق نهايتها ..وقبل النهاية ما نحن الّا مسافرون ...!!
.
قلت : أيها الفتى ،،،،،أرأيتَ لو مشى في الغابة الخطيرة اثنان ،،،،أحدهم لم يلقَ شيئا طول الطريق ،،،ووصل بسلام ،،!،،،والآخر واجه المخاطر والصِعاب وعارك الغابة الخطيرة ووحشها وأدغالها ،،،حتى وصل بعد عِراكه الشديد ،،،هل يستويان
.
،،،لقد غيَّر العرِاك قلبك وعقلك ،،وقويَتْ نفسُك ،،حتى صار الحقّ أعظم ما تطلب ،،،،! وأنت اليوم مثل الشجرة المثمرة المليئة بالخير لك ولغيرك ،،تعرف وجهة الطريق ولا يضيع من يسافر معك ،، وصاحبك الذي عاش بلا عِراك كالأرض الجرداء ،،،المكشوفة ،،ليس فيها طريق ،،،،
.
،،قد غيَّرَك السجن ،،،فكلّما قيدوا جسمك حُرِّرَ عقلك،،،والعقل الحرّ هو مَطَرُ الحياة ،،،،،إذا صَدَقَ ،،،!
.
،،،أنا لا أحبّ إلاّ الذين يصنعهم العِراك،،،،وأقفُ كثيرا على قبور الذين يدمّرهم العِراك ،،،،وأظلُّ واقفا حتى تنعصر على قبورهم دموعي ،،فأنا تعودّتُ أن أبكي على الأبطال المهزومين وأشيّعهم حتى تغيب صورهم من الطريق
.
.
.
.
.
.
.
أنا أكتُبُ هنا غي مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،،انقر عليها في بحث قوقل

.2**


**المعدوم غدا

1**زرتُ سجينا ،،قلتُ له : ماالذي أعجبك في المساجين ،،،حولك ! قال: هناك سجين محكوم بالإعدام ،،والسجن لا يبلّغ السجين وقت إعدامه ،،فكلّ ليلة ،،هو يظنّ أنها آخر ليلة ،،فأنا أراقبه ،،أراقب عينيه المتعلقتين بكلّ شيء ،،له علاقة بالحياة ،،
.
...أراقب شخصا يريد أن يفعل كل ما يفعل الأحياة في ساعات قليلة ويحضّر من المعروف ممّا يُرضي به الله ،،ما يحضّره الناس في حياتهم الطويلة ،،
.
،،انسان يريد أن يسجد لله في ساعات قليلة سجودا يُشبِعُ روحه المشتاقة لخالقها ،،،فقد كان يقول : أنا أحبّ الحياة لأنّ بي روحا توصلني بالله وما الذي يوصلني بالله بعد الموت …!
.
ويقول:،،أنا أحبُّ الحياة لأنّني هنا أرى ما فَعَلَ الله ،، وأرقب ما يخلق وأسبّح له ،، ! فكيف أسبّحه وأراقبُ صناعته بعد الموت ،،،! وماذا رأينا هنا غير الله …..! فالموت يُحزننا ،،،،لتعطّل تلك الأجهزة التي كنّا بها نراه ،،،،،،،،
.
،،كان هذا السجين الذي سيُعدَم غدا ،،مثل الظلّ ،، لا أثَرَ له ،،ولو ضرَبه أحدٌ ،،لا يضربه ،، !،،يقول : غدا سأفارقك فكيف أضربك ،،! ،،وتأخذ قميصه ،،لا يمنعك ،،القميص هو الموجود ! كأنّ القميص يلبسه ظلّ ،،! ،،يقول: خذ ما تشاء عن الظِلّ ،،،فأنا ميّت غدا ،،!!
.
ويقول:،،كم هي ثمينة كلّ ثانية ،،أرقب فيها هذه الحياة ،،،!، لأنني لا أرى في ساعتي هذه إلاّ الله ،،
.
،،وفي ساعة الموت ،،لا ننظر لأحد غيره ،،!،و لا نعيش تلك الثواني الثمينة إلاّ معه ،،،!
.
قلت :،،ليتنا جميعا أموات ،،! ما أجمل الأموات ،،،،،،!!
.
،،وقلتُ: لو صدَر عفوٌ عنه غدا ،،،يعود مثلنا ! ،،كالثور يحرث الحياة ويدهس كلّ شيء في طريقه ....!!،،،،،،،،،،،،وقلتُ : ما أنا وأنت إلاّ أناسٌ مثله ،،،،،سيموتون غدا ،،،ولكنّنا كم نختلف عنه !!! إذا نسينا الموت
.
.



 الكاتب / عبدالحليم الطيطي ،،
https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=9

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »