هل ينسى جسمٌ ظلّه ،،،أنت ظلّ الموت

أكتوبر 19, 2019
348








**،،،هل ينسى جسمٌ ظلّه ،،،أنت ظلّ الموت ،،،،،،،!



1


**عمره تسعون عاما ،،نظر الى وجهه في المرآة فأنكرَ تلك التعاريج الحادّة ،،وكأنّ خلاياه احترقت بنار ،،،وعرَض صوره القديمة ،،وعن كلّ عقدٍ من السنين عرَض صورة ،،ونظر الى نفسه فيها جميعها ،،،!وتعجَّبَ من تلك الخلايا التي تنكمش كلّما أوغلَت في الزمان ،،!
.
وقلتُ له : من أنت من هذه الصور ،،قال: ،،أنا جميعها ،،كانت تشتدُّ نضارتنا فنتعلّق بالحياة ونغزو رياحها الشديدة ،،وبعد أن تشعر بانكماشها ،،تذهب تأوي الى مغارة تختبىء من الرياح ،،تنتظر الموت ،،،فآخر الإنكماش الإضمحلال ،،والإنتهاء .
.
،،فإذا قال أحدهم : أريد أن أصير وزيرا ،،وأكبر من ذلك ،،قلتُ : وبعد ذلك ،،،،أقصد: بعد تحقّق كلّ ما تريد ،،،! يبهت ويقول: الموت ،،،،!،،،: كن ما تشاء ،،ويوم تعرف أنّك ستموت ، ،!ستعلم أنك لم تكن شيئا ،،،،!! كمن يكتب بيمينه ويمحو بيساره ما كتَب !

،،كلّ ما تعمل في الحياة تذروه العاصفة ،،نحن إنما نعمل أعمالنا في دوامة بحر كبيرة ،،تبتلع كلّ أعمالنا وتبتلعنا ،،
.
،،وأنت تمشي في طريق الحياة ،،،هل ينسى جسمٌ ظلّه ،،،أنت في ظلّ الموت ،،،! هو الحقيقة ونحن في فسحة من الحياة ،،نفكّر بما نرى ونسمع ،،ثم نعود لمأوانا الموت ،،،،،،! إذا نسيت الموت ،، تحسب نفسك خالدا ،،،فتصير وحشا ،،،،،يأكل كلّ شيء ،،وإذا قال أحدهم بعد الستين : أنا سعيد،،،،قل له : نحن نعيش قرب الموت والمرض والغياب و........يجب أن نحلم بمكان ليس فيه ،،كلّ ذلك العَكَر ،،،،،،! أعرفته ،،!،،
،،لا أحد يفرح قرب الموت ،،،!!إلاّ المؤمنون ،،،لأنّ أفراحهم تشبه أفراح الناجحين ،،يفرحون بالفوز والراحة بعد تعبهم الشديد
.
.
.




2**،.قال: هؤلاء يفرحون بالطعام والشراب ،،وببهجات الجسد والمال ،،ولو ذهبوا إلى صائم في الحرّ ،،ينظر الى السماء وقت الظهيرة ،،وسألوه إلامَ تنظر،،! ،،،،لتعجَّبوا من أفراح نفسه ،،وهو يَلقى بنفسه الصغيرة إله هذا الكون ،،،،!،،
،،ولو سألوا ماشيا إلى الصلاة في الفجر البارد ،،،إلى اين تذهب ،،،،!! لتعجّبو من أفراح قلبه وهو ذاهب الى الله ،،،في كلّ ساعات عمره القصير ،،،! ..


،،نحن نكبر ونحن نشاهد عظَمَته ،،وهم يصغرون وهم يحسبون الصغير من الناس كبيرا ،ويتمدّد عُمرنا ونحنُ نَحِنّ ‘لى خلودنا معه وهم يصطرخون في قنَينة عمرهم القصير
،، والأحسن من هذه الدنيا ،،هو صاحب الدنيا ،،وهو الأعظم من كلّ واحد تحسبه عظيما ،،استمتع بقربك منه ،،ولا يقترب منه كثيرا إلاّ من يراه وينتظر لقاءه ،،
.
..و ما أسهل رؤيته ،،ولكنّهم هربوا منه لِما عرفوا من عظمته ،،كما تغمض عينيك إذا فَجَأْتهَا بنور عظيم ...

...الله أمامك ،،كلّ يوم وأنت تمشي في الوادي الغائم ،،،وتسمع القبَّرة وتشمّ الزهور تتمنى رؤية مَنْ فعَل هذا ! ،،كما الصانع .. أعجبتك صنعته وتحبّ رؤية وجهه ،، !
.
،،وقال: قمتُ في السَّحَر مكروبا ،، أكاد أذوب بنار همّي ،،فخرجتُ ونظرتُ الى السماء ،، ففرحتُ أنَّ الله هنا ،، إنّه فوق هذه السماء ،،ونظرتُ إلى هذا الخلق الذي خلَقه ،،قلتُ : ماأنا في كونه العظيم ،،!،،،،فاستحيتُ أن أمشي كقطعة محترقة بالحزن في بستانه الجميل ،،!
،،وكيف يُحزننا شيء والله هنا ،،! ،،،تفرح أنك مع الله جنبه ،،وتتعزّى وأنت معه عن كلّ بلاء ،،ولا تريد شيئا إلاّ هو ،،وكم أشفق على الكافر ،،لأنّه يسير بلا إله عظيم يعيش معه ،،،،،،،!
.
،،،،ونظَرَ الى القمر في ليلة صافية ،والتقتْ نفسه بالأنوار ،،وقال : يا الله ،،الحمد لك أنّك هنا ،،وكلّ ما حولي بلا عقل ،،، ما أصعب أن تلاقي قطيعا بلا راعٍ ،، ،،نحن إذا أخافنا القطيع ،،نتكلّم مع الراعي وتنسى القطيع .....................!!
.
.







الكاتب / عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=8

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »