لا أريد ارتهاني لحضارتي

نوفمبر 18, 2019




**356،،،،لا أريد ارتهاني لحضارتي






**قال:،، ،،وكثيرا حلمت أن أصير حرّا في مكان ما ،، كصائد اسماك ،،أو عابر في الصحراء ،،ولكنّي أتفاجأ دائما بحبس جديد ،،،!فكيف تكون طائرا يقطع الحدود وأنت برجْلين لا يطيران ،،وكيف تعبر البحر ،،،بقارب لا يحتاج رخصة صيد ،،وهذه الحضارة تزيد من حبسك ،،لأنها تعطيك كلّ شيء جاهزا برّاقا بأوراق السلوفان ،،وأنت لا تصنع شيئا إلاّ تقييد نفسك بسلاسلها الكثيرة ،،،!!
.
،، حضارتك تحبسك مع غيرك ،،،لتعيش عيشا جماعيا حتى أنّك لا تشعر إلاّ كما يشعرون ،،،ولا تفكّر إلاّ بعقلهم الجَماعي ،،ويجب أن يتحرّر فيذهب الى الصحراء ،، ،من يريد أن يدخل الى نفسه ويعرف حقيقة الإنسان ،،
.
......ويجب ان تلغي في الصحراء ،، كلّ ما تعرف ،،،أن تبدأ كأنّك خُلقْتَ اليوم ،،،كي تتأكّد أنّك صادق ،،في لحظة تفكيرك،،،وأنّك غير متأثر بثقافة مجتمعك التي ورثتها ارثا ،،،ونزَلَتْ في عقلك ،،مع الأيام .......
.
...أو تأكدْ من صدقك وأنت تنا قش عقلهم الجَماعيّ،،،،،فربما يكون إرث أمّتك صحيحا ،،وكيف ستعرف ما عرفوا في عمرك القصير ،،!........
.
،،أمّا أنا ،،فأختارُ أن أكون حرا ،،،أريد قمرا في السماء ،،ليس بيني وبينه أضواء المدينة ولا صخبها ،،وأحبّ أن أراه وأنا وحدي ،،ليس معي ،، ما أفكّر فيه ،،فأكون وإيّاه كمَوجودَين خُلقا هذه اللحظة ،،،،،!
.
،،وأحبّ البحر البعيد ،،،بلا مدينة على شاطئه ،،،أحبّ الحياة مثل قبّرة تعشق التراب ،،!،،ومثل الزهور البريّة القوية ،،تنتظر المطر والندى وتصبر على قسوة الأرض وريح الجبل ،،
.
،،هناك أنت مع الحياة التي خلَقها الله ،،لا تفكّر إلاّ بالله ،،،،فتشعر أنّك في الطريق الصحيحة إلى السما ء ،،لا تشعر بالضياع ،،وأنت بين غيوم الإنسان وحبسه ،،،،وأنت هناك في المدينة يجب أن تتأكّد ألف مرّة أنّك في الطريق الصحيحة ،،التي توصلك بالله ،،،،،،!!بعد أن ضعتَ عن الصحراء …التي لا يفصلك فيها عن السماء شيء...!! .
.
.


.



**قلت لصاحبي بعد دفنه :،، أنا أستغرِبُ أنّك في القبر ..!..كنتَ تمشي معي إلى مراتعنا الجميلة ،،وكنتَ صافي القلب منيرا ،،واليوم أعتَمَ وجهَك الموتُ كما يُلقى الترابَ في نبع ماء ،،وكأنّي اليوم خرجتُ من بستانك ،،فما نحن إلاّ بساتين بعضنا ،،أو يعذّبنا الله ببعض ،،،!!
.
،،قال: وأنا أستغرِبُ أنّك حيٌّ ،،فالموت هو حال كلّ شيء ،، !!،،والحياة هي عَمَلُ الله كرَمَاً ومَنّا ،،،،!
،،و رحمة الله ،،،هي أكبر غايات الإنسان يوم كان حيّا ،،لكي يحييه من جديد ،،،،والناس أشقياء بلا رحمته ،،يعيشون لحظات وينتهون الى حساب ،،وهم أناسٌ لا يعيشون بلا خطأ كلّ يوم ،،،،!
.
قلت: لقد بدأتُ أصدّق أنني سأموت ،،! لم أكن أصدّق ،،كما لا يصدّق مريض بمرضه الخطير ،،ليدفع عن نفسه خيالات الموت ،،!
.
،وحين صدّقتُ أنني سأموت،،نظرتُ إلى بيتي وعرفت أنه ليس لي ،،!ونظرت إلى ابني وعرفت أنّه رفيق درب قصيرة ،،وأنّه ليس لي !! ،،
.
،،ونظرت إلى وجهي وفهمت أنّه قطعة تراب متماسكة ،،ما تزال ،،،وستسقط عليه أمطار الموت بعد حين ويذوب وينهار التراب ،،! ، ،
،،،
،،،وسأصير بلا صورة في القبر ،،مثل الحصى والصخور ،،،،!
.
فما أنا ،،!: ،،،،أنا أرى وأسمع وأفكّرُ،،بين طُرقٍ كثيرة ،،،وأختارُ دائما طريقا ،،أمشي فيها ،،فإذا وصلتُ إلى السماء ،،أبقى خالدا في السماء ،،،وإذا لم توصلني الطريق التي أخترتها إلى السماء ،،،سأبقى في الموت ،،،،،،،،!
.
.
عبدالحليم الطيطي 

https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »