****نحن ننظر للصورة .. وهُم يقرؤون ...!!.......................................................
......................العرب ينتبهون الى الصورة ..ولا يقرؤون ..لأنها من ضمن التسلية ..فهو شعب سطحيٌّ لا يؤمن بالقراءة ..شعبنا لشدّة انتكاساته أصبح محبطا .لا يكاد يصدّق أنّ تغييرا سيحدث لحياته ..وربما صار يكره الكتّاب والمتكلّمين ....وإذا دعوته لكتاب .يقول لك : وماذا فعَلَتْ لنا الكتُب ..!!..يقصد: أنّ حالنا السيئة وهزائمنا لا ينفعها الّا عمل الهيّ خارق....!.....................طبعا ..هو لا يدري أننا لم نكن يوما قارئين ..ليحكم على نجاعة الثقافة والقراءة .نحن أمّة أمّية ...ربما تحب الشعر ولكنّها لا تحبّ الكيمياء .............لا أدري يا أديبة ..نحن هكذا ...ربما علّمتنا الصحراء أن نستغرق فيها ولا ننظر في كتاب ...فالعربيّ عاش الحياة السهلة التي تتكوّن من إبِل ومرعى ..وتفرّغ لقِيَم الشجاعة والكرم ..ليعيش بهاتين الصفتين أيضا كما يعيش باللبن والتمر ..فبالكِرام والشجعان ..تحمي الصحراء أهلها .............. نحبّ الصورة لأنها سهلة التعبير ...-انظرْ فقط وافهم بسرعة وعد الى همومك وشؤونك ...فنحن كثيرو الهموم ايضا ..وهذا سبب آخر لنهزأ من الكلام والمتكلّمين .....وربما صار الكلاام يذكّرنا بأصحاب الخطب المهزومين .... الذين كثرتْ خطبهم بسبب كثرة هزائمهم ......................الأديبة العزيزة : والقراءة متعة عقلية تُغني الحياة الفقيرة الخالية من الأحداث ...وحياتنا مملوءة بالأحزان والقلق والبحث عن العمل ...فمتى يقرؤون .............!!..أنا لا أعذرهم ..ولكنّي من أجل القراءة .أريد شخصا تعينه بلاده بشيء من السلام النفسيّ ...لا يصطدم كلّ يوم بقصة ظلم وظلام ..........القراءة لا ينفعها الحثّ ...بل هي جزء من الشخصيّة المتحضّرة ................ونحن لسنا تلك الشخصية بعد ............وحتى القراءة الأكاديميّة المتخصّصة ...يهزأ العربيّ منها ...لأنّه يعلم أنّها لا تنفع الّا في أمريكا ..حيث المعامل والمصانع والمختبرات .............القراءة عالَم واسع المدى وجميل الأفق ........نحن حُرمنا من مشهده..فحياتنا ناقصة ......ننتظر نحن الكادحون بعد انتهاء تعبنا أن ندخله ..لنعيش حياتنا العقلية العالية ...كخلق الله المتحضرين ... ...
.
.
.عبدالحليم الطيطي
ConversionConversion EmoticonEmoticon