من قضبان عزلتي

مارس 01, 2021







*من قضبان عزلتي







**ويزيد حزنك كلّ يوم .. ...
وأنت من ذلك الشلّال المنحدر الى القاع السحيق ...تقترب
وهناك تغرق ...تبتعد ....وكأنّك ما كنت هنا ..
ما عُمر ومضة برق في عُمر الليل الطويل ..
وكم كشَفَتْ لنا تلك الومضة ...من الليل الشاسع..!


..جئنا من الليل ..ووقفنا أمام سدّ الظلام ..عمرَنا القصير ..
..رأينا خالقنا وعُدنا الى الليل


تُنير قبورَنا معرفتُنا ...نأتي من الموت أفواجا ..
نعرف الله ونعود ننتظر في قبورنا..
….إلى يوم العودة للنور ..أو الى مزيد من الظلام
.
.
.
**انظرُ من قضبان عزلتي ..الى الحياة فتصير الحياة جميلة
..كالحلم لأنّي لا أطالها ..فكيف تمسك فكرة ..!
..وإذا عشتَ بغريزتك ..تصير حياتك بلا عقل .
..وإذا أطلقتَ نفسك في حياة يختلط فيها الإثم ….
فلا تمت وأنت آثم …... ...كن طاهرا حتى الموت …..


الحياة التي هناك خلف قضبان القبور ..
..ننتظر أن يفلتها الموت الى النور
..نتعانق مع حياة طليقة ...بلا حدود
وإذا ضحكنا لا نخاف أن يبكينا الموت ….مرة أخرى !!
.
.
.
***….ما أقصر الحياة ..فكأننا في مركب عرض البحر الهائج .
.تقصفه الريح ..وهم يتساقطون في البحر
وتتكسّر ألواح من المركب كلّ حين ..
...فإذا ..نظرتَ الى نفسك تستغرب أنّك حيّ ..
..وإن لم تسقط بعدُ .. !!
فسوف ..يغرق المركب كلّه وتغرق معه
..و بعض الأموات يؤمنون أنّ لهم أوبة ....
الى الحياة ..والآخرون لا أوبة لهم .. !!
.
.


**إذا رأيت يدا ممدودة تريد عونك ...فالله هناك ..لأنه دائما ينظر إلى أيدي المحتاجين ... ...
...وإذا كان الحق معك وحدك ..فالكلّ ينتظر نورك وهُم في الظلام ,,,.
…..والله ينتظر نا على الجهة الأخرى من الجسر ...يراك وأنت تساعدهم في قَطْع الطريق اليه …….
.
.
**قال لابنه : تعال ,وسأعطيك عِلمي وزمني ..كما أعطيتك نفسي وصفتي ….
قال : بل علمي هو ما أعرفه أنا ……….وزماني هو ما أعيشه..
..فالطريق التي أمشي فيها أنا ..أنت لا تعرف ما فيها ..
والنفس التي تشتبك مع هذه الطريق هي نفسي أنا ...أيضا ..
..وليست الحياة تشبه بعضها لأيّ اثنين في هذا العالَم ...
..ولو نظرْتَ معي إلى شيء واحد في نفس الطريق ..سأفكّرُ أنا بشيء وأنت تفكّر بشيء آخر ........!!
.
.
****...رحلتنا الى السماء ستمرّ بالقبر أيضا ..
حياتنا لا تنتهي ..نحن نعيش في الأرض وفي السماء .
..اينما كان الله نركض خلفه ..فالحياة معه
.
.
.






عبدالحليم الطيطي




مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »