**ولكنّي ..أريد النحيب ...............
.
.
..لا أدري كيف أغلقتم تلك الأبواب..وخرجتم
لا أحد فيها ..
وقد ملأتموها منذ الأزل
أنا أعلَمُ أنّكم قاتلتم
وأنهم تآمروا ....وقالوا: اخرجوا يومين
وأنّكم خُذلتم ...
ولكنّي .........أريد النحيب ......... !
.
فالريح تمرّ فيها ...بصوتها الحزين تنادي
كلّ واحد منكم ...
..تعرفكم بأسمائكم ,,لا تجدُ أحداً
.
وتخرج حول دياركم ...
ويصير لها صفير مفزع ..
..وهي ترى الحقول ...
خلاءً حزينا ...من دونكم
.
لا ترى مواسم حصادكم ...
وتُنشد الريحُ..وهي حيرى تنظر في الأفق
.
..هل يخرج أحد من نفسه...
أما تمزّقتْ في الخروج نفوسكم ........
..والأرض التي كانت حولكم ...مدّ البصر ...
وأنتم خارجون ..
كيف نظرتم اليها ...!!..
بأعينكم التي تُجرّحها الدموع
وكيف ودعتموها ..!!
كيف يودّع أجدٌ قلبه ..
..وكيف يمشي من دون قلب
فأنتم في منافيكم تعيشون
من دون قلوبكم
.
..هنا كانت أيديكم تزرع القمح ..
..وفي هذه الغرف من الطين
كنتم تتسمّعون صوت المطر ....
وتنامون تضحكون ..للأمل
وتَسعَدون بالأخوّة
لا يُضام ولا يموت ..أيُّ شيء معكم
.
وذاك جامع أسماركم ....وأصوات أشعاركم فيه
...وأين تذهبون ...هل يذهب أحدٌ إلى ذلّه
..وتتركون القمح وعزّ حواريكم ...
..وأسرجة أفراحكم ....
.
وتحملون عظامكم ..كي تُدفن بعيدا
عن عظام اجدادكم
..
لقد خرجتم وأنتم
تحسدون تلك العظام
أنّها ماتزال تخرج في الليل من المدافن
تمشي بين دوركم
وتنادي أسماءكم .......
.....وتراكم كما كنتم
تتدثرون بخيركم وبعزّكم
فتترككم .....
...وتغلق الأبواب عليكم .......
تتمتم الحمد وهي عائدة للمدافن كلّ ليلة
"آيبون إلى جنّاتنا ...وأنتم في جنّاتكم "
فهي كما الأموات
غائبين كنتم أو حاضرين
لا ترى سوى ... خيالاتكم ...............
.
.
.
.
.
.
.
.
................"قصة التآمر والخِذلان ....اقرأ مذكرات عبدالناصر في حصار الفلّوجة وعراق المنشية :.لقد عَزَّ على الأهالي والجنود أن يُسلموا الأوطان وأقسَم الجميع على الموت ..ولكنّهم قطعوا الإمدادات فجأة عن الجيش المصري والسوداني ..والمؤن ..ولم يبقَ في القرية شيئا يصلح للأكل .............ليتم عقد اتفاق رودس الذي نَصَّ على خروجهم .....................بعد أن أذاعوا بين الناس وأقنعوهم : أنهم سيعودون بعد قليل ...حتى أنّ بعضهم لم يحمل في التغريبة الحزينة فِراشه "
.
ConversionConversion EmoticonEmoticon