لنكون في السماء

ديسمبر 24, 2022


**هذه الليلة نكون في السماء
...قام من النوم على انينها …جلَس ينظر اليها في الظلام فهما يطفئان النور قبل النوم : مابك …!!..تقول: لا أقدر أن أتنفس ,,,خرّجتْ إلى الشرفة ,,,,,,,,,,,,,,,وعادت تقول : لا هواء …قلت : ما أكثر الهواء …!!............أأخذتِ ذلك الدواء ,,,والدواء الثاني أأخذته ….أم نسيتِ الثالث……………………….!!..جلسنا في الظلام ننتظر : هل يرحمها الله أم تموت …وأنا بي أمراض كثيرة ولكنّ الليلة دورها هي في الألم والخوف ………………وبعد ساعة سألتها : ما حالك ! …………….قالت: أكاد أختنق !!
.….وصرتُ أتذكرُ القبر الذي ستنام فيه ربما هذه الليلة أو أنام فيه أنا …!…قلتُ لها : أتذكّر القبر …وصورته لا تفارقني …نظرَتْ إلى السماء وكأنّ الغرفة بلا سقف ..وشعَّ وجهها بضوء جميل وضحكتْ وقالت :أمّا أنا فأتذكّر السماء وبهجتها التي ستسكنها روحي …فكنْ أنت مع جسمك في القبر إذا شئتَ !!..ولكنّنا خُلقنا لنكون في السماء وليس في القبور ….!!……
..…………..نحن آخر العمر نعيش الحياة ساعة ساعة ….فقد لا تكون الساعة القادمة هنا !!....وكنّا أوّل العمر نحدّث بعضنا كلّ ليلة فيما سنفعله في عقد من الزمان …………
……..وجلستُ أنتظر - بعد أن أخذَتْ مجموعة أدويتها …..أنظرُ في الظلام أتذكّر حين كنّا عروسين غضّين سعيدين لا نصدّق الموت …!!……
.……………وإذا بهذه الحياة إشراقها قليل وظلامها طويل ……فبينما أنت في إشراقة شمسها الجميلة ولا تصدّق أنّ الغيوم القاتمات تتربّص بك بعد الثنيّة تلك …..تهبّ الريح تسوق الغيم وتتوارى الشمس وتُظلم الحياة …كلّنا نصير بسرعة إلى هذا العمر ………………ولا تحلم بعدئذٍ إلّا بالمأوى ولا وقت لديك لتحلم بشيء أو تمشي في ذلك الشارع كما يمشون …!!
.….هذه الحياة ننتزعها بقوّتنا وتنتزعنا هي إذا ذَهَبَتْ قوّتنا .. ووقت قوّتنا قليل …………………فأنا أرى الأمير والوزير …أقول له ستتمنى في آخر عمرك أن تمشي في ذلك الشارع على قدميك …… : فالزمن يضرب الجميع ..ولا يرى رتبتك ………!
…….وهل يفرح أحدُ ببيت من الثلج يسكن فيه وهو يرى الشمس تذيبه كلّ يوم !!...ولكنّ الفقراء والأغنياء المؤمنين متساوون : لأنّهُم متشابهون … يمشون في طريق واحدة إلى الله ..إخوة ….و يبتعد الغنيّ المنشغل في نفسه عنّا : لأنه يأخذ من الفقير كلّ شيء …!……يُوحّدنا الله وتفرّقنا أنانيّتنا ...!!……..
.………………….وطلَع الصبح وفرحتُ فرحتين فرحة برؤيتي الشمس وأنّها ستعيش يوماً جديداً إذْ شفيَتْ ,,,وأنا سأعيش معها يوماً جديداً ……
……..ولكن كالعادة نعيش اليوم على خوف ……….كما يعيش الفقراء في بيوتهم المتهالكة ينظرون إلى السقف كلّ حين ….هل ينهار اليوم أم غداً ……!…
……………هذه الحياة مرعبة في آخرها حين لا يبقى أيّ يوم يفصل بينك وبين الموت …وكان الزمن يمتدُّأمامنا يحجز عنّا النهاية ..ويغرينا بالحياة ….كما تمشي في غابة رغما عنك في طريق مستقيم إلى مستنقعات الوحل فتصلها وتمشي فيها وأنت تعلم أنّك ستنزلق في بئر ما عميقة ………..ولا تعود هنا إلى الأبد
……….لا مأوى يؤويك من الموت إلّا أن لا تخاف من الموت ….إذا بقىت كطفلٍ بريء جنب خالقك الذي لا يموت ….وإذا كثرتْ ذنوبك واتّسخ قلبك يُطردك الله بعيداً عنه …فتخاف الموت لأنّك فيه تلقاه……
………………
.
.
.
أكتُبُ في مدونة عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »