**378** خرجت من غرفتي إلى العراء البارد ،،،
**1قال لي مَرّة أنا لستُ مؤمنا ،،وبَعد مدّة جاء يقول : أحسّ كأني خرجت من غرفتي إلى العراء البارد ،،،تعصف بي الرياح ،،وأحسُّ أننّي غريبٌ لا أنتمي لهذا العالَم ،،وليس هناك عالَم غيره ،،،فأنا أتمزّق ،،لأني لست تحت سقف يلمّني ،،ما هذا السقف الذي يضمّكم أجمعين ،،إلاّ أنا ،،،!كأنّي قطٌّ منبوذ طُرِد من قصر سيّده ،،في البرد والمطر والعواصف ،،،أريد مأوى ،،،ولا أحد يُؤويني ،،!!
.
قلتُ له - وأنا أنظرُ اليه من نافذة الكون ،،وهو يتلوّى من الألم والوَحشة خارج الكون في العراء العَرِم ،،-:من يؤويك ،،!،ولله السقف وليس لنا ،،!،أنت خارج هذا العالَم ،،وإن كنت تمشي معنا في شارع واحد ،،! لأنّ الناس لايأمنون بالناس بل بخالق الناس الذي لا تراه ،،!
.
،، وأنت تحسَبُ أنّ ما تراه عينك ،،كان بلا خالق ،،! وعقلك يمتلىء بالخوف ،،لأنّ عمل العقل أن يفسّر كلّ شيء ،،فإذا جهِلَ ،،يفزَعُ ويخاف ،،،يصير الشيء الذي لا تفهمه خياليا لا تصدّقه يشبه الوهم ،،!،
,
وقد صار هذا العالَم مرعبا لك ،،لأنّك لا تدري كيف يُقاد وكيف يعمل !! ،تجهل كيف يأتي الليل ،، ! وكيف تُشرق الشمس ،،وكيف هي في مكانها ولا تقترب ،،أنت تفزّعُ وأنت لا تستطيع تفسير هذه الحياة ،،وهذا المولود الذي وُلِدَ توّاً ،،،،،كيف جاء ،،من وضعَ عينيه ،،!، ومن أسكّن صدره أجهزة الحياة ،،،،تضخّ الدماء والهواء في خلاياه ،،ممّا يأكل ويشرب ،،،،،،!
.
،،،،،أنت سوف تُصعَقُ وأنت ترى شجرةً تُخرِجُ ثمارها ،،ولا تملك تفسيرا ،،وسيصير كلّ شيء أمامك ،،،لا منطق له وستعيش في عالَم،، لن تصدّقه بدون الله
.
أنت مثل غريب في دولة لا تعرف مَلِكها ولا قانونها ،،،،تعيش كتائهٍ ، ،!،،وإذا أردْتَ شيئا لا تقدر أن تطلبه من المَلِك بل من الناس ،،،والناس الأقوياء أنانيون لا يُعطون شيئا ،،قوّتُهم لأنفسهم مثل الوحوش ،،،! والناس الضِعاف لا يقدرون على عونك ،،
.
،،عُد اليه فخالقك يرحمك ،،وستسأل مَن يفهمك ،،ويعطف عليك ،،،ويقدر على عونك ،،،،،،،،،،،أقول لك : لا أحد يستطيع أن يعيش بدون الله ،،،لحظة واحدة في هذا العالَم ،،،!
.
2**
**،،لا يعيش ،، بسلامٍ اثنان من التافهين في حيّ واحد ،،،ويمكن أن يعيش آلاف المثاليين في نفس الحيّ بلا سوء ولا خصام ،،!!فكلّ المثاليين يحبّون العدالة والحقّ والخير ،،فإذا صدقوا لايختلفون !،،
.
،،وأوّل ما يعرف المثاليُّ اللهَ ،، فلا يحيدَ عن طريقه المستقيم ،،لأنّه سيخاف عقابه ،،،فالعقاب أيضا يجعلنا أسوياء ،،!!وخاصّة عقاب الله ،،لأنّنا لا نستطيع أن نخبِّىء جرائمنا عنه…كما يخبّىء اللصوصُ عندنا جرائمهم ،،وربما يُحسبَون من الأبطال ولا تعرفهم ،،!
.
.،،المثاليّة ،،! هي نفس عالية نظيفة ،،لا تفعل إلاّ خيرا ،،هي نقيض التفاهة ،،ومن لم يولَد بنفس مثاليّة يصير مثاليا إذا فهم ثم التزم الإسلام ،،فالله لم يأمر بسوء،،!
.
..وكم أُشفق على المثاليين ،،إنها مثل تركة ،،إنْ ضيّعَ الإلتزام بها مرّة واحدة ،،،يشعر أنه لم يعد مثاليا ،،،ويشعر بنزوله أمام نفسه ،،فيعيش مضطربا وكأنه يمشي بثوب متسخ ،،ولا يستطيع أزالة أوساخه،،،فيجلد نفسه ،،إلى أن يرضى عن نفسه مرّة أخرى ويستردَّ نفسه العالية النظيفة ،،،
.
.......فقط تخيّل لوكان جميع الناس ،،،مثاليين ،،وهو تحدٍ كبيرٌ أن تكون مثاليا ،،وهو صراعك العظيم ،،لذلك فالمثاليّة سلّم ودرجات ،،نحن نحقّق منها شيئا ولا نحقّقها كلّها ،،
.
،،والتافه لا يحترم شيئا ،،،لأنّه لا يحترم نفسه ،،! ونفس التافه ،،فارغة تخلو من الفضول فلم تبحث أبدا عن شيء ،،هي نفسٌ مشغولة بصراع البقاء وتستنفد لبقائها كلّ الوسائل والحيَل ،،،فلا حرامَ ولاحلال ،،،،،! ،
.
،،،ونحن مثلهم لولا الله ،،،،!! لم نعرف الفضيلة وحدنا ،،!،،بل الله من علّمنا كيف نهتمّ بجمال صفاتنا كي تجْمُل حياتنا ،،،- ربما كان في بعضنا ميْل للجمال والمثال ،،ولكننا نحتاج رقابة الله كي نصون طريقتنا ولا نحيد عنها وقتما نشاء !! -،،،
،،
.
،، يكافح المثاليّ دائما تفاهة الإنسان ،،أو ينتهي إلى زاوية أخرى من الحياة ،،زاوية يجد فيها جمال الإنسان وصدقه ،،،!وإن لم يجد يُصادق نفسه ،،في انعزالها عمّا كرَهتْ،،و يرقب ما يشاء من الحياة التي يحبّها ،،
.
،،نحن أموات أصلا والحياة هي الشيء الجديد ،،الذي لا بدّ وأن نجد فيها ما نحبّه ،،،مثلُنا مثلُ أعمى يفتح عينيه على البحر والسماء،،فيعجبه كلّ مايراه ،،،و ما كرهنا في هذه الحياة إلاّ شرورنا ،،،،،
.
.
.
الكاتب / عبد الحليم الطيطي
ConversionConversion EmoticonEmoticon