سقف المغارة

فبراير 19, 2020

**سقف المغارة
العامة

**،، جاء من الحرب في غزة .. ،،قال: حين أنام أفعلُ دائما شيئا غريبا
،،فأنا أضعُ وجهي تحت الغطاء الأخضر ،،وأُضيء مصباح الهاتف الخافت
،،فأتذكر سقف المغارة التي كان يضيئها سراج خافت ،،
.
..كنّا نختبىء تحته من أزيز الرصاص ،،،كانت المغارة تحوي عائلات كثيرة،،تنظرُ في وجوههم ،،ولا تعرف اسماءهم
،،لكنّك تشفق عليهم ويُشفقون عليك وتحبّهم ويحبّونك
،،فماذا بين الناس أكبر من هذا ،،...!
..ففعَلَتْ المغارة ما لم تفعله دعوات المحبة كلّها ,,,!
.
،،،، تعرف أنهم يريدون البقاء على قيد الحياة ،،مثلك
،،ويختبؤون من الموت الموجود هناك في الشوارع
،،إذا خرجتَ من ذلك الباب المقوّس الذي ترى منه الضوء الممزوج بلون الدماء ،،
.
..وكانوا هناك فوق سقف المغارة في الغُرَف المليئة بالخمور والأضواء الساطعة ،، ظالمون لا يفهمون معنى الحياة يأمرون بالقتل
،،وتضغط أيدي الجنود على الزناد
،،والجنديّ عَبْدٌ لقائده إذا قاتل بلا ايمان منه ،!،،،هكذا كنّا في الحرب !!
.
..وقد كنتَ تثني رأسك و تنزل نزولا إلى المغارة
،،فتشعر كأنما تنزل في قبر..وتستغربُ أنّك تنزله لتحيا لا لتموت ،،وتفرح إذا وجدتَ مكانا لك تجلس فيه ،
والكلّ يدعوك لتنصت إلى سماع الأخبار ،،لا يريدون إلاّ انتهاء الحرب ....
....ولا مكسب أكبر من الحياة ،،!
.
،،صارت المغارة هي الدنيا الصغيرة التي يمكن ان نعيش فيها ،،لأنّها آمنة
،،وكلّ هذا العالَم الكبير فوقنا ،،كان لا يصلح لفأر يمشي فيه ..
.
..قال أحدهم : أنا هنا آمَن على نفسي من الموت
،،وبعد أن ننتصر في الحرب ،،نأمن على حقوقنا !،
،،فالمرء لا يحبّ أن يعيش بلا حقوق..ولو انهزمنا ..نرتاح أنّنا قاتلْنا للحق
.
،،تقتُل الجيوش بعضها بالرصاص
،،وإذا عشنا بلا تآخٍ ،، نصير مثلهم ..لا نفكّر إلاّ بأنفسنا
،،فالأنانيّ الذي يأخذ حقّك .. قاتل موجود أمامك في كلّ مكان ..ولا تراه ،،،!!
..هو مع نفسه لا يشعر بك ولا يعطف عليك ،،تجده في كلّ مكان ،،،،،،،،!.
...وهكذا ظلمنا أنفسنا !! خارج المغارة....بالأنانيّة .كلّنا أجمعون ..!!
.
،فوجدنا الأمان في المغارة ،،ولم نمُت في الحرب ،،،فأين مغارتنا الآمنة ..
ونحن لا نأخذ إلاّ من الإنسان ولا نعطي إلّا الإنسان ،
،،مَن يحميني منك ويحميك مني ،
،،إلّا الله الذي أرشَدَنا كيف نمشي في الزحام ولا نتصادم مع أحد إلى أن نصل اليه
.
،،،،،،،يحمينا من أنفسنا :أن أفهَمَ أنّ ما تريده أنت أريده أنا أيضا ،،،
،،،فاترك لي شيئا دائما ،،كي لا آخذه منك ، غصبا وحقدا وحسَدَا ،
،،يجب أن تؤمن أنّ حياتك لا تكتمل إذا نقَصَتْ حياتي ،،،
،،،وأنّ حياتك لا تصير كاملة إلاّ إذا كانت حياتنا جميعا كاملة ومتساوية
.
،،،ففي العدل أرضى وترضى ،
،،فلو نشفق على بعضنا في الحياة ..كما كنّا في تلك المغارة
.
.
.
.
.
.
أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،،انقر عليها في بحث قوقل

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »