في ليلة مقمرة

مارس 28, 2020
في ليلة مقمرة
.
.

**وأنا أمشي في المقبرة في ليلة مقمرة ،،نظرتُ إلى قبرين : تذكرتُ عداوات بينهما ،ضحكتُ كثيرا ثم حزنت ،! وأنا أرى انقطاعهما في الخلاء ، بلا أهل وبيوت ،،! ونظرتُ إلى آخرَ في قبره ،،كان يزاحم في حافلةٍ ،،وهي تسير في طريق طويلة !!ويحتاج الناس في الطريق الطويلة إلى مَن يعينُهم ويساعدهم ،،ويحتاجون إلى مَن يحبّهم ويحبّونه !!،،

.


.. كنتُ أقول له : أنت تفكّر بمقعدك في الحافلة وتنسى أن تفكّر بنهاية الطريق ،،فكلّنا في هذه الحافلة ،ذاهبون إلى مكان آخر غير هذه الدنيا ،،نحن ذاهبون الى الموت ،،ففكّر في الموت ! ،،هو شيءٌ سيحدث لنا وعليك أن تعرف ماهو الموت وما يحدث لنا فيه ،!

.

،،نحن مخلوقات وضعها الله في الصحراء ،،وصار ينظر اليها : ويراقب ما تفعل في أرض الشقاء وهي بعيدة عنه ! هو يراها وهي لا تراه !! ،،فبعضهم عرفه بعدما عرف نفسه :،،فهي نفسٌ مصنوعة لا توجَد بدون صانع ،،وصار يبحث عنه ويفكّر فيه ،،بعدما عرَف أنّه ذاهب اليه وسيلقاه !!
.

،،وبعضهم لم يفكّر بغير هذه الصحراء القاحلة المليئة بالجوع والحُزن ،،والخوف ،فاشتدّ طلبه للبقاء فيها وصار كوحشٍ ،،لأنّه يطلب من نفسه حاجته وليس من الله ،،فهو لم يفكّر به أصلا ولم يبحث عنه ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،!

.

،،وما فائدة الزيادة والنقصان وقبل موتك ستترك يدك كلّ ما تمسكه ،،فيأخذ الموت منك الكثير إذا كنتَ غنياً،،!فيزيد حزنُك ،،ويضحك الموت وهو يلاقي الفقراء : لايجد معهم ما يأخذه !

.

،،هذه الحياة كالمطّاطة :مهما شددتها لتطول ،،ستنقطع ،،!وأنت تنادي حافلةً تسير إلى نهايتها ،،أن تقفَ وهي لا تقفُ ،،!،،عليك أن تنظر من النافذة كالحكماء لترى سيرنا السريع الى الموت ،،!،لتفكّر بحياة غير هذه الحياة ،،فأنت إذا فكرّت فيها لا تفكّر سوى بالموت ،،،!

.

،،ستكون أنت حبث يضعك عقلك ،،أينما كان ستكون ،،! ،ويجب أن يدلّك عقلك على طريقٍ تُنقذك من الموت ،،وتذهب بك إلى الخلود ،،،،!وإلّا فعقلك هذا قاتلك ،،،!
..
،،يحسبُ الناس أن هذه الدنيا هي آخر المصير ،،،وفي طريقنا منعطف آخر إلى الحياة ،، ،لو ،،يعلم الناس حقيقة الجريمة وما يتبعها من عقاب ،،،،،،،،لعلِموا أنّ المقتول قاتل والقاتل مقتول ،،ولعلموا أنّ الحُرّ قد قُتِل هنا وعَلا هناك

.الحقيقة لها جزءان جزء في الدنيا وجزء بعد الموت ولقاء الخالق ،،فهؤلاء الذين لا يفكّرون في العودة الأخرى ،،لن يكونوا معنا في حياتنا الثانية 
.
.
،،خيالات الموتى التي تزاحمنا في هذه الحياة أكثر مليون مرة من الأحياء ،،وكلّ يوم تُزيل الأمطار ألوان وجوهنا ،،!،،وفي لحظة واحدة ،،سنصير خيالا بلا لون مثلهم ،،!،،نُراقب دورا كنّا نسكنها ،،،لا يرانا أحد ،،،وننادي بلا صوتٍ مَنْ فيها ،،فلا يسمعون ،،،،،،،،،،سينكرك كلّ شيء ،،وتنظر هكذا وهكذا لا ترى إلاّ الله ،،فلا ترجو شيئا إلاّ أن يرحمك !!
.
.





.

عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »