ما أسرع ما يحرقون أنفسهم ،،في بلاد العروبة البائسة !
.
.
قلت له - بعدما حرق نفسه - : ولكنّ الحياة ليست جميعها في مكتب ذلك المسؤول ،،ولا هي في الجامعات ،،،الحياة واسعة مديدة وِسع الإرادة ،،،
.
..هناك عالَم آخر في بلاد غير بلاد العرب ،،يعيش الإنسان فيه بلا تعب ،،ولا شكوى ،،فليرحلوا اليها ،،،وهناك زمان طويل في عمره ،،فيه متّسع للمقاومة والكفاح ،،
.
،،لقد كان شاعريا وعبّر عن غضبه منّا ومن حياتنا البائسة تعبيرا جارفا أحرق به نفسه ..!
.
،،،مادامت نفسه هي الضحية فليتركها تموت ببطء في شقائنا ،،مثلنا ،،وبينما هي تموت ببطء بسبب الشقاء ،،،لن يعدم رؤية شمس الصباح الجميلة وهذا خير كثير ،،!
.
،،وليذهب جنب جدول بين جبلين يمشي يتأمل الحياة الكبيرة ،،مع الله ،،تلك الحياة التي لم تمسّها يد الإنسان ،،ليشعر بذلك الأمان والسلام الذي يفتقده وهو جار الإنسان ،،،،!!
.
،،وسوف ترى نفسه القمر المنير وهي ذاهبة ببطء في حافلة موته ،،مثلنا ،،وسوف يرى وجه أمّه وهو يشيّع نفسه ،،أليس فرحا كبيرا أن يرى وجه أمّه ،،،فهو مات بسبب غياب الحياة التي يتمناها ،،في بلاد العروبة البائسة ،،،،ومهما بلغنا من البؤس ،،،فما يجعلنا نتمسّك بالحياة كثير ،،،،،،!
.
،،،،ربما كانت الحياة صحراء وعرة ،،،فهو قد عاد الى الموت من أول منعطف ولو اختار الصبر ومعالجة المنعطفات لربما حقّق لنفسه ذاتا عظيمة وحياة كبيرة،،،،مليئة بالعلم والإيمان والخير ،،!
.
،،ولربما في طريقه تعرّف الى الله ،،فعاش معه حياة سعيدة وهو متوكلٌ عليه ،، وفي كلّ عمله يُرضيه ،،ولَعَرَفَ أنّ الله هو الذي يعيننا ،،وأنّ الحياة ليست بيد الموظفين ،،!!،
.
،،والله الذي خلق لنا حياة على الأرض ،،قد خلق لنا حياة أخرى في السماء ،،،هي للذين نقص حظّهم هنا ،،فهذه الحياة الناقصة عندنا يكفيها قليل من الصبر كما تصبر على الطريق الوعرة المشمسة ،،ثم تصل الى ذلك البستان الظليل ،،،وينتهي تعبك !!
.
،،ولكنّي أعتبره معبّرا عن نقمتنا،،،،لقد تشرّبتْ نفسه حسرتنا ،،فاختزلتْ نفسه كلّ آلامنا ،،،وأراد أن يكون صرختنا ،،،، لا غير ،،!!,،وما الشهداء إلّا صرخات أمّتهم إذا شقيَتْْ،، وأحلام أمّتهم إذا انتصرتْ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،سلام عليه وأرجو الله أن يرحمه ،،،فما هو إلاّ صراخنا ،،،فليرحمْ الله صراخنا ويسمعنا ،،،،،،،
.
.
.
.
.
.
.
أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،، انقر عليها في بحث قوقل
ConversionConversion EmoticonEmoticon