*فالحياة والموت في الساعة القادمة
.
..قلت: نعرف الله ثم نهتمّ بالخير .. قال: وقبل ذلك يعرفون الخير ...قلت: قبل ذلك ينقلونه لا يعرفونه ...قبل ذلك يختارون معلّمهم من الناس ويفعلون ما يفعل ...إلى أن يتأكّدوا من إرشاده ….ومنهم يموت ولا يتأكّد من شيء……………
..قال: فليكن ...المهم أنّه فعل الخير ولو تقليدا ..قلتُ : فالخير بعد الله ليس قبله …..وبعد أن تسجد له بحقّ تفعل الخير طاعة له …………..فواحد عبّد الله وهو يعرفه ...متأكّد من لقائه به ...خير عند الله من آلاف الجاهلين ,,,ولو سجدوا …
...أرأيتّ لو طلبت منك أن تصل إلى تلك العلامة ….في عمرك ولم تصل ...وعند العلامة تلك تجد الله ….وكنت تصلّي قبل أن تجده ….!!,,هل تشبه صلاتك تلك صلاة من وجده ورآه ثمّ صلّى بكلّ خشوعه ….وهل يشبه الخير الذي أمرك به بعد أن وجدته ذلك الخير الذي كنت تفعله تقليدا قبل أن تلتقي به
..أن تعرف قيمة الخير قيمة الحق ّ….تحتاج عمرك كلّه باحثا دؤوبا مجتهدا ….ولن تعرفهما إلّا بعد لقاء الله ...فإذا حصلت على كلّ ذلك .. تعبر النفق المظلم وتعانق الضياء ..وبعد الضياء يعلّمنا الله الخير والحقّ فنفهم لأوّل مرّة معناهما ونذوق طعمهما الجميل
…..وربما أكثر الناس في النفق المظلم ...ماتوا ولم يصلوا ...وما عملوا من خير أو شر ….هو خير أو شر …………..ولكن بمذاق البشر ...فقد كان معلّم من الناس يعلّمهم ...وربما تعصي أو تطيع ..
.
**أين أنت ذاهب ! قال: إلى أمريكا ..قلت: فأنت ذاهب للحياة أم للموت ….فالحياة والموت في الساعة القادمة……….فإذا متّ تنتظرك روحك في الجنة ...إلى ان يعيد الله عينك التي ترى الجنة وسمعك الذي يسمعها ……….
..آخر حدّك الموت ….وليس حلمك ….لأنه قد يسبق حلمك ...فإن لم يسبقه فأنت ميّت يحلم بالحياة ….
..أنت تشاهد مسرحا لا يمكن أن تمثّل فيه ..لأنّ اللحظة القادمة ليست بيدك ...نحن نتفرّج فقط ..وإذا دخلت لتمثّل على المسرح
ربما تبقى قليلا ولكنّك تذهب في منتصف مشهد من مشاهدك دائما ….فنحن لا نحقّق في الحياة حلما كاملا ...ولا نفعل ممّا نريد إلّا بعض إرادتنا ...فزمان فِعلنا قصير وليس بيدنا ….فافعل ما يريد هو لا ما تريد أنت ..لتحصل على حياة أنت تريد فيها ما تشاء …………."
عبدالحليم الطيطي
ConversionConversion EmoticonEmoticon