شحن - ابو ثابت -

أغسطس 25, 2015
.....شحن ابي ثابت
.......لو رأيتني وأنا طفل ، أركب الشاحنة ..تحمل بقية أغراض أهلي ،وتسير في المطر ببطء شديد ..مطرودين من أوطاننا ،، يحمّلون في تلك الحافلة ،،زمان أجدادهم وذكريات آبائهم ،،،وأيّامهم القادمة في الظلام أيضا... ،،ويتركون طعاماً كان ينزله الله في أرضهم كلّ يوم مع المطر ،،ويذهبون الى طابور وكالة اللاجئين
.
كنتُ أرى وجوه أهلي مختلطة بدخان ذلك الشحن ......،ما أثقل تلك اللحظة وهم يغادرون جنّتهم ،،،،،وكيف مشَتْ بهم حافلات أثقلها كلّ ذاك الحزن ،،،،،،،،،،،،،،وكيف ضمّتهم طريق وفي عيونهم كلّ ذلك الضياع،
.
وأنظُرُ الى المطر ..وأحسُّ أنّه بكائي ، لأن ّ عيني جامدة ..لا تبكي ..لا تفهم
ما هذا الحزن ... وجه أبي ، وجه أمّي ...صوت الشحن يتردد كالصراخ في فراغ هائل بين الأرض والسماء .. .. وال ي ه و د يسمعونه كالزغاريد السعيدة ...،، .
.
.وفي المخيم ..لو رأيتني وأنا غارق في الوحْل .. أمشي الى خيمة المدرسة ،أنظرُ إلى الأستاذ ،أفهمُ مايقول -
عِلماً وأدباً _ أضحكُ سعيداً بهداياه الجميلة ، وقدماي تتجمّدان في الطين ...ومعدة لم يرهقها طعام إفطار ولا عشاء ..............!والعالم يمتلىء ببساتين البخلاء....!!!!!!!!!!!!!
لاجىْ ...!! .....أنام فوق الماء !! ...........وطني هو ابٌ و أمّ ..شقّا بِنا طريقهما في الصخر أو فوق الماء ..........!! هما القوة والصبر..وطننا الجديد.....!!!
وأنا أنظرُ في الظلام في تلك الليلة .........رأيت العالًم بوضوح ..ظُلمهم وكذبهم ...فالمتألّمون يرَون الشقّ الآخر من الانسان..يرون الانسان الغادر اللئيم ...فهو هو الانسان سبب الألم والفرح...فوق هذه
الأرض .........فانظرْ مَن أنت فيهم واعرف نفسك ........بينهم
وفي كلّ صباح ....أنظرُ اليهم تعصرهم ذكرياتهم المؤلمة .........والناس تعصر الفاكهة والأعناب في أوطانهم السعيدة ............وكلّها هدايا الانسان وامتحان الله على هذه الأرض........
وأنا أنظرُ في قرارة نفسي ....الى ألمي كصخرة لا تتفتت .........
لو رأيتني وأنا أمشي إلى باب الخيمة في الليل .. أُمسك حبلها أنظرُ للعالم في اوطانهم الدافئة ,,أتعجّب من أنانيتهم ،وأنا الوحيد خارج وطني - منزلي ، وكرا متي ، سلة طعامي وهويتي -...
وأُشفقُ أيضاً على أوطان من دون عدل فهي كأرض بلا أشجار ...ووطنٌ محتلٌ من الأعداء خير من وطن احتلّه الظالمون .....!!..
.
........................ربما تجلدنا فئة من الظالمين ، ....نصاب نحن البشر مِن بعضنا ...فئة تحلم وفئة تدفع ثمن حلمهم ........وفي كل لحظة ......كأنما .....يضرب كلّ ي ه و د يّ فوق هذه الأرض نفسي بحجر .........تدميها ...ولكنّي لم
أصِر حجرا ..........بل شاعراً يرثي لآلام الانسان ويتمنى ..............له عودة روحه
.
.
.
.

عبدالحليم الطيطي
مدونتي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »