فتى عبس ................

يناير 10, 2016
فتى عبس .
ـــــــــــــــــــــــ

هل أعفت الريح الشديدة ....بيت عبس
والأسوَد المفتول .....غادر بيت عزّ ....زمّلته الشمس
أين المجيد بن المجيد بن المجيد !!
من أسكت الصوت الشديد ،،بعزلة البَيداء ،،مَن يُلظي رماد العُرس !!
يا للضياء وأطفأته الريح .!
يا ليلة ظلماء ،، هاج العصف فيها ،،...مثل جيش الجنّ أعفى كلّ شيءٍ .....والمضاربَ والقدور،،
قد أغرق الرملُ الخؤون ،،تموّجاتِ الأمس !!
في ليلة ظلماء باردة العراء ،،تطوّفت في البيد ريح والصقيع اشتدّ في البيت المجيد ..!!
واغرورقت عين السماء بغيمة بيضاء طاحت ......في البوادي ،، أغرقت أمجاد عبس للأبد ..!!
طلع النهار على بياض يكتسي وجه المَدى ،،
اين المضارب اين تسطع بَعْدُ .هذي الشمس !!
وكأنما في الأرض رعشاتٌ وكسفٌ ،،حيرةٌ ،،
روح اضطرابٍ ،،أين تسقط بعد مقتل عبس !!
أم أين عبسٌ ،،!،، انّ عبساً تحت رمل البيد ..صَرعى
تحت الصحاري هذه ،، قُدّاس موتى ..
.
يا قبرَ عبس ميّتا ،، أو قام يسعى ،،فلَكَم تمنّى نورُ هذي الشمس لثمه
ولكم أحبّت رملكم شمسُ السماء ،، ولا تدور على مَبانٍ رَثّة .أو ذات تُخمة !!
قد كان مجد في عيون الناس ،، مَرّة
قد كان يهوى عنترُ الأضواء لو هاجت بقبر
قد كان يظمأ حين يجري الضوء حول طريق عبلة !!
قد كان يغشى النجمَ في الليل المعكّر ....مثل ريمٍ
قد جُنّ في طيف الغروب بلفح نسمة !!
قد كان يهوى كلّ شيء ،، ضاء رغم الليل ثغره !!
ما ذا ستهوى ربّة الضوء الشديد ،،
إلاّ عراء شعّ رغم القحط ،، شِعرا !!
ماذا ستهوى غير عبسٍ غير عبلةَ ،، غير بيد العُرِْب دربا !!
أم أين تُلقي نفسها شمس السماء ،، وأين تمضي
قد غادر الصحراء عبسيّ وتيميّ وقحطان ومازن
ماذا تبقّى بعد موت الشِعر والناس الكرام ،،وأين تمضي
قد مالت الشمس الطويلة عن مضارب يعربٍ ،، رُغما وقهرا
.
قد خلّفت سحر البوادي .!! ودعَتْ للأعجميّ
....أم عين غربيّ حديدٍ،، أخرجت للكون شِعرا !!
بل حين ألقت في قديم الأرض ذاتُ الشمس ومضا ،،
قد ذاب هذا الومض فينا صار ،، شعرا
مِن قبلهم ما شعّت الشمس الطويلة ..غير ضوء
في بيد أهل الشرق ،، أندى عينهم دمعا وسُهدا
.
ما ذا تُعلّم بيدُنا ..! كلّ العِباد
ما ذا يعلّم عنترُ المفتول ،، أو ماضي العزيمة
.
يا بيدنا قد هاج فيك الريح كالرقص الطروب
أم فيك فاض البدر يوما في قرارتنا ،،يذوب
أم فيك شقّ الرملَ قلبٌ سامرٌ
..غشّى تراب البيد من أسماره ...كالعندليب
.
يا بيدنا ،، أين البراء ،، .وأين عمّارٌ وغالب !!
كم تقرع الريح الأليمة ،، جوف أذني
يا هول هذا الندب مثل الموت ،، ذائبْ !!
كم في ليالي البرد يعوي ،، ذئب عبس في الخَلا يقعى وفوق البيد ،، نادب
يمشي على ردْم الأُلي ،،أعلوا المضارب
.
أم أين كلّ تُراث غالب .!
ماذا أرى أم هذا غالب ،،!
ياليت شعري هل سرت روح الكرام بليلةٍ
بعد الزمان !!فأيقظت فوق التراب ،، كما الحياة ،، سَناً مُذابا
أم هذا زيدٌ هذا خالد
قد أيقظته الشمس رغم الموت دهرا أو يزيد ....
كن أنت طيف العُرْب يا ابن التيه والدرب الطريد !!
ياابن العروبة في نواحي أقدس الهضبات ،، أنت !!
فيك الكرام وإن مضَوا فيك الكِرام و مجدهم
مليون بشرى في جبينك ،، يا ابن غزّة ياابن يافا
إذْ أنت تحمل كلّ مجد الأمّة الغرّاء .في قلب عنيد
هيّا تبصّرْ طيف ماضينا التليد ...!!
مجد العروبة يا فتى عبس
..ايّاك والأمس المجيد ......!!






عبدالحليم الطيطيhttp://abdelhalimaltiti.blogspot.com...blog-
post.html

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »