فتأتي وشَعرُك أشيب،،،

نوفمبر 15, 2017


***208****** فتأتي وشعرك أشيب



1**قال له : أنت صديقي ،،وكلّ الذين ينبعون من ذاتهم الصادقة أفكارهم الجميلة ويمتلئون بشعورهم الفيّاض لكلّ حقيقة ،،و يتعانقون مع هذا العالم كلّ لحظة كأنهم يرونه لأوّل مرّة ولا يقتلهم الإعتياد ،،،،ويحلمون للكلمات أن تنطلق وأسرارها و عِظات الخير فيها،،وتهدّ كلّ قضبان سجنها وسجّانيها.......فالعمر قصير ولا نزال نُخَبِّىء بعضَه ،،إذا سُجنَتْ أفكارنا ،،،!!

،،إعرف نفسك حقا فيعر فك الناس حقا ،،،،وحين تكون مرآة وضمير الناس ،،،فأنت منهم وهم منك ،،تُريهم آلامهم وأفراحهم وعزهم وذلّهم ،،وحقا ،،ترفعنا الكلمات وتسقطنا وتفعل الأفاعيل كلّها يا صديق





2*** ،،،،،،،،،،مسافة بعيدة بيننا وبين أيّ حياة راقية موجودة في عقل متحضّر يتفهم حقّ الجميع بهذه الحياة ،،،هي حياة قصيرة ،،مثل حلم جميل ،،جعلوها كابوسا مخيفا ،،وخيام متشردين تعصف فيها الثلوج ويعوي فيها الجوع والخوف والذل ،،،



3******هناك جنّة ،، تنتظر أكرم الناس الذين مرّوا من هذه الدنيا وهم في طريقهم الى الله ،،،،لم يخدشوا زهرة ولم يرَ العالم منهم سوى خيرهم .. لأنهم عرفوا انّ الطريق ذاهبة الى الله ،، وأموات بعد وقت قصير،،،هم لحظة زمان ،،،عمر الانسان لايزيد عن عمر زهرة بريّة ،،تعارك الثلوج فوق جبل،،فاستحوا منه وحافظوا على نظافة طريقهم



***4***شكا من أحدهم ،،قال : أحتار فيه ،،لماذا يفعل كذا وكذا،،،قلت: وأنا أتعجّب منك ،،!! ألا تدري أنّ لكلٍّ طريقة ،،،إننا ثقافة وعقيدة وفهم ٌ ،،وإنّنا مواصفات ،،،،كالأبنية لا تتشابه ،،،،وعندما أقابل إنسانا في قطار مثلاً ،،،يجلس بجانبي ،،،!! أتهيّأ ،،أستعدُّ ،،أمتلىء فضولا ،،،،،،ماهو ،،هل هو رقيق أم غليظ ،،ذكيّ أم بليد ،،قارىء مثقف أم جاهل بغيض كالأغنام مثلاً ،،،،،،،،،،،،وأُقبل عليه متكلّماً ،،كأنما أُمسك مَحارة ،،أقلّبها ،،هل أجد فيها لؤلؤة أم ،،،فارغة كريهة منتنة ،،،فإذا تكلّم عرفته ،،كلامنا أبوابنا إلى أعماق نفوسنا ،،،وانظر فرحتي به ،،إذا كان جميلا عليما ،،له حلم وغاية وليس كالخشبة وسط البحر ،،،لا طريق له !!


5*********

***قال : " أين تذهب فتأتي وشعرك أشيب ووجهك مجعّد ،،،!! ،،،،،،،،،،،وحين تذهبون في الطريق هكذا ،،أين تذهب نضارة وجوهكم وشعركم الجميل الأسوَد !! ..........قال : نذهب جهة القبر ،،في هذا الطريق ،،كلّنا ...!! ويحرق شَعرنا هَبْوٌ يخرج من قبورنا ،،،ونتجعّد من الحُزن كلّما اقتربنا ،،،،أيها الشابّ النَضِر البعيد عن قبرك ،،،،ماتزال !! ،،وكيف يكون العيش ،، ونحن نموت ... كيف يكون سيرنا في طريق ،،قالوا لنا : إنّ حفرة فيه ستبتلعك ،،،والطريق تمشي رُغما عنك ،،،،،!!اليها !!

،،،،سنعيش ونفعل مابوسعنا ،،،لأنفسنا وللحياة ،،،،ولكن صوتنا سيكون كصوت العنادل ،،،جميل وحزين ،،،!!



الكاتب / عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »