بين أهازيج الحياة ومراثي القبور

مارس 20, 2019
**298*

* بين أهازيج الحياة ومراثي القبور



1**،، وتترُك هذا العالَم خلفك ،،تنتهي ويبقى البحر ،،والشارع وأنت كحصوة في التراب لا ترى ولا تسمع !،، لو صدّقنا هذا ،، نعيش تماما جنب الموت …زاهدين.
،،لو أمنع هياج نفسي وانا أرى موت كلّ شيء وولادة كل شيء ،،،ولا أصير مشتّت القلب بين أهازيج الحياة واحزان القبور ….
.
..،،في أول الحياة نستقبل أمانيها وعمرها الطويل ،، لانذكر الموت ،، وفي آخر الطريق تنتهي بهجة لقائك بالحياة وتبدأ رهبة لقائك بخالقك والموت ،،يصير عمرك لحظة لأنك تنتظر الموت في كل لحظة
.
...كما تبني دارا جميلة وتعلم موعد هدمها ،،ومع ذلك أنت تسكنها ،،،وتنام فيها !
.
،،وأنت تتكلّم ،،لن يهرب الكلام الذي خرج من فمك ،،من الزمان ،،ولن يذوب في الأدغال ،،هو أنت وستقابل نفسك وتراها رؤية جديدة ،،
..،،سيصير خيْرُك أباك وأمّك ... سترثُ جمال وجهه ،،وسترِثُ قبح شرّك ،،ولا تكون الجنّة جنّة ،،،إذا لحقناها بقبحنا ،،،الذي كان معنا هنا !
..

,,,

2**،،وأنا أنظُرُ إلى قطار يمشي بسرعة ،،يسألني : أين وصل القطار ،،،قلتُ : هو عند الشجرة ! ،،قد تعدّى الشجرة !! ،،اين القطار !! قلت: الزمان لايُرى ،فليس فيه لحظة ثابته
..نحن نفعل كل شيء على حافة قبرنا ونكتب ونَقرأ !،، و ننسى حياتنا لأنها معتادة ،،ونتذكّر أننا أحياء فقط قريبا من الموت ،،
.
...وليس الحيّ إلاّ من يراقب الحياة فتتجدّد في عقله ،،وكلما نسي وأراد أن يعتاد الحياة كباقي الناس ،،نظر الى السماء ،فتذكّر طريقه بين الأرض والسماء ،،
.
وأعجب من انسان بصدّق أنه سيسكن القبر في يوم من الأيام ،،كيف يحسب نفسه حيّا ،،والدنيا تركض إلى الموت منذ بدأت في رحم الأم ،،،وكلّ يوم تطلع علينا فيه الشمس ،، يبدو القبر أكثر وضوحا جنبها
.
،، نحن نرى موتنا في موت أيّ حَيٍّ كان معنا هنا ،، وأمّا في كهوف الموتى فنحن نُشغل أنفسنا بتصوّر حياتهم ونتعجّب أنهم كانوا هنا ،،!نحن فقط يُدهشنا تقلّبنا بين الموت والحياة !!...وإذا بدأ النهار نفهم أنّ الليل قادم ،،،ونُنكر أفراح النهار ،،،


الكاتب / عبدالحليم الطيطي 

https://www.blogger.com/blogger.g?blogID=6277957284888514056#allposts

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »