***أتعجّب كيف يتقاتلون في الحافلة

مايو 07, 2019
206

****أتعجّب كيف يتقاتلون في الحافلة





1**أتعجّب كيف يتقاتلون في الحافلة ،، والحافلة حبسٌ يسير بنا لم توصِلْ  بَعْد ،،كُلّاً مِنّا إلى قبره ،،!!حبسٌ ،،فالحياة على جانبيها ،،ننظر  من النوافذ إليها ،،وهي لا تقف لننزلَ ونمَسّ الحياة ،،...ونمشي بأرضها ،،

.

...تسير رغما عنّا ،،نحن فيها عابرون ننظر إلى جانبيّ الطريق ونفكّر ونفهم كلّ مانراه ،،،ونؤمن أو لا نؤمن ،،،،نحمل ما اعتقدناه ونُغلق عليه الخزائن ،،،،،إلى أن تقذفنا الحافلة في قبورنا .....ونلقى فيها الله

.

كيف ينشغل المتخاصمون هؤلاء عن بعض الطريق ،،فيتوقّف تفكيرهم وتتعطّل معرفتهم ،، ساعة !!...وعلامَ يتنافسون وهم يعيشون قبل الموت ،،،لأنه الشيء الذي ننتظره  كلّ ساعة .. ...حتى ونحن نتناول الإفطار مع أطفالنا ....

.

وسمعْتُ أحدهم في الحافلة يقول : أنا وزير ،،،كبير ..! فتعجبْتُ من وزير يموت ،!ورأيْتُ أحدهم مسرورا بماله ،،وتعجبْتُ ،،،كيف يفرح لشيء ،،،لن ينزل معه ...حين ينزل من الحافلة .............بعد حين !!!!

.

.




2**


**أفاق في الصباح الباكر وهو في مرضه الأخير ،، نظر باستغراب وقال : أحسُّ بحزن وأسمعُ صوت الألم ،،قد كنت هنا ،،كنتُ سعيدا ومهمّا ،، ولماذا هذا لا يستمرّ !
.
...قلت له : أنت مثل طفل لا يريد الخروج من رحم الأم الى النور ،،!،ومثل طالب علم لم يُعلّموه الحقيقة ،،فظلَّ متمسكا بالوهم - أنّ أعمارنا مديدة لا تنتهي -
،،ولم يعلّموه أنّ انشغالنا بأعمالنا والناس،،مثل أغطية تحجب الحياة الصافية ،،كما يضعون التراب فوق نبع زلال حتى يغيب ،، فالحياة جنب نوره الذي تركه الله في أنفسنا ،،وليست بعيدة في الضَياع
,
،، وكنّا نعيش في جسمنا القويّ- وعاء روحنا - ،،حتى هرِم وتشقّق ،، فسقط ما بايدينا ،،قبل أن نخرج منه الى السماء ،،قد كان هذا الجسم يضعف باستمرار و يجنحُ للغياب ،من أوّل يوم ،،وعُمر القوة قليل ،،هل تبقى قطرة ماء تحت الشمس الحارّة ،،
.
لكنّ طريقاً إلى السماء هناك،،لا يراها إلاّ من بقي مع نوره ،، فاذهب وامشِ بها ،،ستأخذك الطريق إلى حياة ثانية ،،تستمرّ فيها قوّتك ولا تهرم ،،أو تموت ،،،
.
...ضعف قوّتنا ،،هنا ،، يعكّر صفو حياتنا الفصيرة ،ويُنهيها،،وحياتُنا مثل حافلة ماضية إلى دارنا ،،فانتظرها حيث ينتهي الضعف والموت ،،
،،الفقر الروحيّ ،،هو الموت الحقيقي ،،،لأنه يُشغلك بالحافلة ولا يُريك طريقها الى السماء
.
.
.


.

3**اصبحتم في الحياة ،،تمتلئون صُداحا ،،وإحساسكم غنيٌّ بالحياة ،،أنتم أصوات الحياة الجميلة مع أصوات البلابل التي أسمعها وانا ذاهب إلى صلاة الفجر ،،،ولا يعبُدُ اللهَ مثل مرهف ،،،يراه وهو يسمع بلبلا ،،ويراه وهو يرى زهرة تشقّ الصخر في الصباح لتشاهد الحياة ،،وتُخالط بعطرها شوارع الإنسان المكتظّة بكلّ شيء ،،بالأمل والألم
.
،،وفي شارع الحياة هناك في المطحنة ،،،أصوات أخرى كثيرة ،،أصوات أحرار وأصوات شباب قد تفجّرَتْ فيهم الحياة ،،كما تفجَّرَتْ فينا بالأمس وأطفأها الجاهلون
.
،،أصوات ينابيع وجَمال في الأمكنة و الألم والمرض والموت ،،جنب كلّ الشوارع ،،،كل يوم يطلع ،،لا تدري من يأخذ حظّه من الحياة ومن يأخذ من الألم أو الموت ..
...أناس في شقّها المظلم وآخرون في أفراحها ،،مايزالون ،،وجميعهم أخوة !!،،إذا رضوا عن الله ،، فجميعهم في النعيم !


.
.
.
أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،،انقر عليها في بحث قوقل





الكاتب / عبدالحليم الطيطي 


https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=0

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »