أشياء توضَع في برواز ...

سبتمبر 12, 2019


**337**أشياء توضَع في برواز ...


.


1**،،قال:سافرتُ وما معي دينار ،،وكانوا ، كلّ حين ينزلون ،يأكلون ويشربون وأنا لا أنزل ،،! فانتبه صاحب من أصحاب سفري لذلك - وهو الذي كان يقرأ علينا ويعظُنا ، طول الطريق -، فصار يدعوني ويلحّ عليَّ في كلّ مرّة إلاّ نزلت معهم فيطعمني ويسقيني ،،في سفرنا الطويل ،،حتى وصلت ،،فقلت له : هو دين عليّ ،،قال: بل على الديّان ...!


.


قلت : ذلك يومٌ لصاحبك قد وضَعَه الله في برواز ،،كان كالشجرة المثمرة ،،عقله وقلبه ،،وهو يوم جميل من أيّام الإنسان على الأرض ،،


.


،،وقد رأى الله رجلا يسقي كلبا ،،فوضَع عمله في برواز ،،وكَتَبَه في الكُتُب ،،والعجيبُ كان قلبُ ذلك الرجل ،،هو ما جعل عِلمه صادقا ، فاختلف بتأثيره وأخرَج رحمته الصادقة ،،فاختلف بعمله عن الاخرين


.


..فتتمنى أن يكون ذلك الرجل أخاك وأباك أو أمّك ،،تتمنّى أن يكون قاضيك الذي يحاكمك ورفيق دربك وجارك ولو أنّه كان كلّ إنسان يمشي في الطريق ....!


.


،،وإذا أردت أن تعرف قيمته حقا ،،فتخيّّل لو كان صاحب السفر لئيما ،،لن يطعمه ولو كان من رأى الكلب لئيما ،لن يسقيه ،،،


،،فقلوبنا الرحيمة هي حياتنا الجميلة الرغيدة ،،اللئام بلا قيود والطيّبون يقيّدهم الله ،،وتشعر وأنت مع اللئام كأنما تمشي تائها في صحراء ،،،تنظر في مداها ،،لا ترجو أن تصل فيها لماء ،،،


.


وإذا أردتَ أن تستمتع بالإنسان ،في كلّ مكان ،في بيته وفي الشارع ،وهو مسؤول في ظيفته ، فليكن قلبه بخير


.


.














2 **كم أسأل نفسي : ماهو الموت ! وأقول : في يوم من الأيام لن أتنفّس هذا الهواء ،،وفي يوم ما قادمٌ ستكون عيني هذه في القبر ،، تحت التراب ،،وستكون قدمي هذه ويدي وعقلي هذا الذي يفكر وأنا ولساني ،،سنكون جميعا ،،،في التراب


قلت : فمتى يكون هذا اليوم ،،،لايهم ،،! هو قادم ربما الآن ،،،ربما بعد عقود ،،!ولأنّه غامض فهو في كل وقت ،،،،!


،،،فما علاقتي بهذه الدنيا ،،! ما علاقة راكب في حافلة بالحافلة ،،،! وما علاقة هذه الحافلة بالأرض التي تمشي فيها ،،تمرُّ عنها ولا تعود إلى شيء فيها مرَّت عنه ،،،،الى الأبد


،،ليس لي علا قة فيها إلاّ ما أحتاج أنا وهؤلاء الناس ،، من طعام وشراب وإصلاح ،،،لنظلّ في أحسن حال ،،،حتى نُلاقي الموت ،،!


قلت :فأنا في حال غريبة ،،حين أكون موجودا ،،،ها أنذا -،،وأنتظر الفناء فلا أصير موجودا ،،فإذا أكلتُ وشربت وتناقشت مع الناس لنكون جميعا بخير ،،، حتى الموت ،،،فكيف أكون بخير بعد الموت ،،،!


،،فقد فهم عقلي ممّا ترَكَ الله من آثاره ، أننا ذاهبون ألى حياة أخرى ،،،فهل أبذل جهدي للحياة الباقية ألغائبة ،،أم لهذه الحياة ،،


،،تلك الحياة الغائبة ،،تتراءى لي بعيدة وهي قريبة قُرب الموت ،،،! وتبدو لي وأنا منشغل في السوق والتعب ،،،أنظُرُ اليها كما ينظر حصّاد في الشمس اللاهبة لظلّ شجرة بعيد ،،،،ومن يئسه وشدّة تعبه لا يصدّق نفسه ويحسبُ أنما يرى خيالا ،،،،!


،، هي ليست خيالا ،،انما اشتغلت عقولنا ،،بكدّنا وتعبنا هنا في الطريق ،،ونسينا الحياة ،،،كما ينسى مسافر أوصاف مدينة هو ذاهب اليها ،،،وهو عالق في شراك ،،،زمنا طويلا ،، لا يفكّر إلا فيه ،،،،ويموت ويلقى حياة ،،لم يرصُد لها أيّ رصيد ،،،فيعيش فيها مفلسا ،بلا متاع ،،،،،،،


**قلت: أنا مسافر والمسافر ،،،يبقى كريما مع كل شيء ،،!لأنّه لا يلقى الشيء إلاّ لحظة واحدة ،،،لا تكفي لعراك ،،ونحن لا نكره شيئا يفارقنا كلّ حين ،،حتى نفسي هذه قد فارقتها قبل حين وأنا الآن في لحظة جديدة ،،،ما كنت فيها قبل حين ،،ولن أكون فيها بعد حين ،،،،،،!


،،نحن في الحقيقة ،،مثل قطرة تدور في السماء ،،ضائعة ،،تحتاج أن تأوي الى البحر ،، تخلد معه ،،،وتكون شيئا لا يموت ،،!الله فقط ما يجعلنا شيئا حيا لا يموت وشيئا قويا لا يبكي ولا يحزن ولا يجوع ولا يئنُّ من قسوة التيه والخل














الكاتب/ عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=9

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »