كما تنعصر غيمة بالمطر

نوفمبر 02, 2019





**152**كما تنعصر غيمة بالمطر

1

**كان يفعل الإثم والذنب بلا ألم ،،وفي آخر العمر ،،لقيته ،،ينعصر ألماً ثم يذرف دمعه كما تنعصر غيمة بالمطر ،،،قلتُ له : لم تكن كذلك ،،،كنتَ جافّا ، لو عصرناك لا يخرج منك قطرة ،،،! فما الذي ملأك بالدمع ،،
.
قال: لكلّ إثم موعدٌ للحساب ،،،في أوّل عمري لم أكن أعرف معنى الخير والشر ،،،وكنتُ أحسبُ الخير هو خير نفسي ،،مهما يكن ثمنه ،،،،! وعرفتُ أنّ الخير هو خيرنا جميعا ،،حين نكون كلّنا أمناء وأسوياء ،،نعيش بسلام ،،ولو كان فينا واحدٌ فقط خائنا ضالاّ،، لايعرفُ الطريق ،،لا نعرف أن ننام ،،،،!
.
،،وكنت أعتبر الشرّ هو كلّ ما يضرّني ،،،! وعرفتُ أنّ الخير قد قسمه الله بيننا جميعا ،،وأنّ الشرّ هو ما يضرّنا جميعا ،،،،،! فالكذبُ ربما لا يضرّني أنا ولكن يضرّنا جميعا ،،،والسرقة والزِنا وكلّ اثم ،، ربما لا يضرّني أنا ويضرّنا جميعا ،،،،فإذا اجتمَعَتْ هذه الآثام كلّها في حياتنا ،،،لا نعيش بسلام ،،!
.
،،إذا أردْتَ أن تعرف خطورة الجريمة ،،فتخيَّل أنّ جميع الناس يفعلونها ،،،!،،تخيَّل أنَّ كلَّ الناس حولك كاذبون ،،!! أو سارقون ....!!،،كيف تعيش !!
.
،،والنفس التي تزداد معرفةً ،، هي التي يسحقها الإثم ،،فاليوم ازدادتْ معرفتي وعرفتُ أنّني كنتُ آثما ،،بعد إثمي بعشرين عاما ،،،،ولكلّ إثم عقاب وحساب ،، وها أنا أُسحَقُ وأتعذّبُ بنار ألمي ،،
.
،،قلتُ : صدق الله : " كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " ….ولكنّ أُناسا يمضي عُمرهم جميعه ،،،ولا يحاسبون أنفسهم ولا يحاسبهم أحد ،،قال: ،،اؤلئك هم الذين ينتظرهم الله ،،،،ليطهّرهم كيف يشاء ،،،!،، .
.
.


3**نظر الى سهول بلاده الجميلة وقال ،،،: أنا ليس لي شيء فيك ،، ،،فأنا سأموت ،،! ولولا أنّ لي ابنا أريد أن يعيش ،،لما فهمنا معنى الأوطان ،،،الأوطان مكاننا ،،أنا ومن يأتي بعدي ،،،يرثون الأرض والطريقة ،،وأماننا وسلامنا ،،،



4**لأنّ الحياة ليست في رغيف الخبز فقط ،،! هي أنّي أرى الحياة وأسمعها ،،وأرقبها ،،بعقلي بقلبي ،،موجود فيها ،،رغيف الخبز يُبقي جسمي هذا قائما بلا تشقّق ،،مسكنا لروحي وعقلي وسمعي وبصري ،،،مسكن آلتي التي تفهم عمل الله في الحياة ،،كمزهرية بلا شقوق ،،،تحفظ ما فيها من زهور ،،،،،،،مليئة بروائحها الغنية وجمالها ....نحن ننظر الى الحياة من نوافذ حبسنا في هذا الجسم فننسى تعبنا وفقرنا وحزننا ،،نحن خرجنا من قبورنا ليلا ،، نجوس الحياة ساعة ونعود ،،،ورغيف الخبز ،،هو الذي يُشغلنا عن الحياة أصلا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،لأنّ نصف عمرنا يذهب في سعينا اليه ،،وذلك المسكين الفقير أكثر منّا عمرا في مراقبة هذه الحياة ،،،،
.
.
**،،فالبحث عن المكانة ،،أفسدت أخلاق الباحثين عنها ،، وجعلتها صناعية كاذبة ،،وحجبَت صفاتهم الجميلة ،،التي ،،ربما كانت ستسعدنا ،،، يخَبِّئون جواهرهم الذهبية ويُخرِجُون للناس الملّوَّن والمزيَّف ،،،،وهم منشغلون بصعود ذلك الجبَل



 



عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allpo
sts/postNum=2

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »