كأنّه ينظر إلى سراب

ديسمبر 23, 2022
**..ماذا يشعر هذا الذي ينظر في كلّ مكان
وهو يموت ….
ويفتح عينيه فكأنّهما ثقبين
ترى منهما ناراً تشتعل فيه
….وهو يفارق كلّ شيء
.
كأنّه ينظر إلى سراب
وحين تقع عينه على شيء
يريد أن يقوم ليلمس ما يرى بيديه
ولا يقدر …لشدّة تعبه
هو لا يصدّق أنّ ما يراه حقيقة
ويحسَب في لحظة زواله
أنّ ما عاشه سراب
.
وأنّ البيت والشجر والسماء تماثيل
وأنّه كحالمٍ قد بنى بيتاً..كان فيه
ويسكنه اليوم أناس ….آخرون
وأنّه أعطى ماله لخَلْقٍ كثير
.
وأنّ ابنه الذي خرج منه يوماً
هو صورة زواله
وليس صورة حياته
فيقول الناس بعد أن يزول
هذا ابن ذاك الذي مات
وما هو إلّا
ميت آخر ….لا غير
.
…وقال وعيناه تدور في بيته
ما هذه البيوت
وليس شيْ معي وأنا أموت
….وليس معي في رحلة موتي حبيب
.
وأموت وحدي ….
فكلّ ما مضى حمولة ميت
تنتهي في القبر
.
وأريد في ساعة موتي شيئاً حيّا
به يتشبّثُ قلبي
فتهرب عيناي تخترق السقف
هناك الله ….
.
كم هو كذبة … ما سواه
فحين رأيته عرفتُ أنّني وإيّاه
كما ظِلّ يحتار كيف أتى لولاه
.
فما بدّد ظنّي -أنّني كذبةٌ - سواه
وكنتُ كلّما تُهتُ نظرتُ اليه
لأعود إلى الحياه
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »