نحن الأغراب المتغيّرون

ديسمبر 22, 2019


**366**نحن الأغراب المتغيرون

**قال في آخر عمره ،،،أتذكّر أياما كنت مهموما فيها أوّل العمر ،،،كم أتعجّب أنّ يُغَمَّ أنسان في أوّل العمر وطريقه طويلة في الحياة ،،الغم الكبير هو حين تُقبل على الموت ،،،،ويذهب كلّ ما صنعته ،،،،،،كلّ ما يتحرّك فوق التراب يترك خطوطا ،،ثم يسيل الماء فوق خطوطك ،،،،ولا يظلّ شيئا فوق التراب ،،،،،،،،!
.
،،ولذلك نحن نُعلّم قبل غياب الشمس مَن بَعدَنا ،،،وعليهم ستشرق الشمس ،، مرّة أخرى لا علينا ،،،،عُمرنا قصير ،،لا يتّسِعُ لإشراقتين
.
.
.
**،،الحكمة أن تَرى كلّ شيء وتفهم كل شيء ،،،و تناقش كل شيء ،،،ثم تؤمن بشيء وتخلص له ،،،فأنت ما تؤمن به ،،ومصيرك هو مصيره وأنت حقٌّ إذا كان ماتؤمن به حقاً ،،،،
.
،،ومَن كان الله قرب قلبه هنا ،،لا تقترب منه نار الآخرة هناك ،،فالنار لا تأتي مكانا كان فيه الله ،،،ومن يشعر برحمة الله له ومحبّته ،،يستغني عن رحمة الناس ومحبّتهم ،،لأنّك إذا حصلْتَ على الشيء الكبير لا يهمّك الصغير ،،،،،،في الله عزاء عن كلّ مُا يهمّ الإنسان ويُتعبه ،،،،،
.




****قال: تبدو غريبة هذه الدنيا ،،دائما،،،لأننا نحن الإغراب المتغيّرون ،،،،اليس غريبا ألاّ نعرف أنفسنا كلّ حين ،،،!تكون الحياة عنده مهرجان متعة وسعادة ،،ويصير زاهدا يزدري تلك السعادة ،، بعد تقلّبات عقله وعواصف نفسه وأمطار السماء عليه ورعودها فيه ،،،،،،!! فمن الحقّ ومن الباطل ،،،،،!! ،،قال: إننا نختلف بعد الإيمان ،،فالمؤمن ينظرُ بعينين،،بعين الله في الأرض التي يسكنها ،،وبعين نفسه التي تنتظر السماء ،،،وقبل الإيمان كنّا نُسرع للسعادة ،،قبل أن يسرقهنا الموت ،،واليوم ،، نحن نفهم أنّ السعادة التي يلحقها الموت في الطريق هي سعادة الخائفين البائسين ،،،لا حاجة لنا بها ،،وإنما نحن ذاهبون لبيوتنا السعيدة بالخلود




**،،نحن عابرون وكلّ واحد منّا يحمل شيئا ،،كحقائب المسافرين لا تشبه بعضها،ربما أنظُرُ معك إلى تلك القبّرة في حقول القصب ،،،أنا أفهم شيئا وأنت تبحث عن شيء آخر،،،،




**كلّنا نحبّ ذاك التماس مع الأرض وزهورها البريّة والشمس والطير ،،نريد الحياة الأولى الأصيلة ،،التي لم تمسّها حياة الإنسان الكاذبة ،،،بَعْد ،،،،،،،،هل يحبُّ أحدٌ أن يتخفّى في الأقنعة ،،،حتى يندمل ،،،وينحجب عن الحياة ،،! ،،




**ويحكمنا الجسد ( حِمْل الطين ) ،،،وتظلُّ تصرخُ فيه الروح حتى تمزّقه يوم الموت ،،،،،وتعود إلى منازلها الحرّة بلا قيود ،،،،




عبدالحليم الطيطي


مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »