**365**وتغرق في المحيط ،،،،،،!
.
** غنيٌ في اوروبا يبحث عن اصدقاء للعيش معهم في جنته ،،لإكمال سعادته ،،! قلت له : وكيف تسعد وأنت يلاحقك الموت ،،! سأدلّك على الجنّة التي يسكنها الخالدون،، وأمّا جنّتك هذه فيسكنها الأموات ،،!
.
،،أنت جمعتَ المال ونسيت أن تعرف العالَم الذي نسكنه ،،! هل يدخل أحدٌ غابة ولا يفكّر باكتشاف طريقها الذي يُخرجه منها بسلام ،،! ،،وأنت تمشي في ضباب لا تدري ماذا يخبِّىء خلفه،،!،لن تشعر بالسلام
.
وقلت: ، أنت تبحث عن الأصدقاء لتنشغل بهم ،،عن قلقك الدفين ،،!،،و المال من دون الأمن لايحقّق السعادة لك ،،،عقولنا هي سبب سعادتنا ،،حين نفسّر هذا العالَم نشعر بالأمان ،، فأسعد الناس هُم مَن يعرفون الطريق !!
.
،،السعادة سكينة واطمئنان كما يطمئنُّ مسافر أنّه في الطريق الصحيحة إلى ما يريد
.
،،قلت له : أنا وأنت مؤمن وكافر ،،كسجينين ، محكوم عليهما بالإعدام ،،أنت تستزيد من الطعام والشراب ،،في عينك جوع شديد ،،تكاد تأخذ اللقمة من فمي،،،
.
..وأنا مؤمن ،يفكّر دائما ،،ماذا بعد الموت ،،! كالمسافر الذي يسأل دائما ،أين وصل القطار !!،،، و قلبه يمشي به في هذا العالَم ،،ينتظر الإرتفاع إلى السماء ،،!
.
،، مركب الكافر من خشب ثقيل ،،لا يرى من قلبه البليد ،،حياته القادمة ،،فيعيش في الدنيا فقط ،،،
،،والمؤمن مركبه في البحر من زجاج ،،،فيرى الحياة الأخرى من جدار قلبه الشفيف ،، يرقب المراكب ،،ينتظر من يوصله لبلاده ،، خلف هذا العالَم …..وهو يعلم أنّه لن يصل ،،وفي قلبه عَكّر ،،فالقلب المعكّر بالذنوب ،،يتعكّر فضاؤه ،،فلا يرى السماء
.
،،،،،،،أخيرا ،،،فرِحَ أنّ هناك جنّة ،،وحياة أخرى ،،ولكنْ طلَبَ مزيدا من الكلام ليتأكّد أنّ تلك الجنّة موجودة حقا .......فقد تجدّد أمله بالحياة ،،علما بأنّه يملك كلّ شيء ،،،،،،،،لكنْ ما يملكه ،،يتسابق عليه هو والموت ،،أيضا !!
.
..فقلت له :العالَم الذي تراه هو جَنّةٌ أمامك ،،لا يبقى على الله إلّا خلقَ الخلود والعدل،،،فأنت تستغرب الخلود ،،لا الجنّة ،،،!!فقضيّتك أن تؤمن بقدرة الله ،،فقط ،،كما تؤمن أنّ كلّ رسّام إنما يحاكي عالّماَ موجودا حقاً،،ولن تكون هذه الدنيا إلّا وموجودٌ معها مثالٌ كاملٌ مِن جنّة وخلود بلا نقوص ،، ،،،وهي صُنِعَتْ صُنعاً وأُحدِثَتْ إحداثا ،،فلا تكون من دون خالق ،،! وأنت لا تدخلها من دون أن تطيعه و تعبده ،،
.
.
.
2
**،،،،،قلت لعمر بن عبدالعزيز :استمتع بملكك ،،فأنت تغامر مغامرة كبيرة ،،فأنت تحرِم نفسك ،،لا تملك ثمن قطف من العنب ،، تقرُباً الى الله ،،وعندك مُلك واسع،، ألا تخاف أن تموت ولا تجد بعد الموت من يكافئك ،،!! وتكون خسرْتَ نعمة كبيرة كان الأغنياء فيها فاكهين ،،،
.
،،،قال: هل يجهل أحدٌ آثار صانعه في وجهه ،،،! هل تُرسَمُ رسمةٌ بلا رسّام ،،! هل تُكتَبُ قصيدة شعر بلا شاعر ،،،! لقد عرفتُه يوم خرجْتُ في الصحراء ورأيتُ مُلْكه الواسع وسماءه العميقة ،،،،! ويوم رأيت زهرةً برّية مليئة بالعطر رغم الثلج الذي يغمرها ببرْده ،،!،،أصبِرُ ساعة ثم ألقاه ،،،،
،،
،،إنّك إذا رأيْتَ إيّ شيء بلا عقل أو تدبير ،،،تسأل من يدّبّر أمره ،،،!،،ومن صنعَه ،،،!،،أنا أثِقُ بمعلوماتي التي جعلتني مؤمنا ،،،فحياتي هي ايماني ،،وبيتي هو مُعتَقدي ،،وإذا عِشْتُ خارج معتَقدي فكأني أمشي في ضباب لا أدري ما يخبِّىء خلفه ،،،!
.
….قلت : ولقد رأيتُ أبا عبيدة يسكن غرفة طين ،،ما عنده إلاّ جلد غزال يجلس عليه ،،أنتم لا وقتَ لديكم للنظر في الأرض ،،أنتم تنظرون الى السماء ،،وتنتظرون أن تُفتَح بيوتكم هناك ،،ولا تخشون أنَّكم مخطئون ،،،،،،!
،،فإيمان كلّ واحد منّا هو عيونه التي تقوده في هذه الحياة ،،،وما يرى عقلك أكبر ممّا ترى عينك ،،،ألف مرّة،،،
.
،،،قلت : وهذا الذي لا ينتظر شيئا بعد الموت ،، ،،لن يدخل بيتا مثل بيوتكم ،،،لن يلقى كلّ منّا إلاّ ما آمن به،،،،،،!
.
،،فلو أيقنوا مثلكم ،،لأسرعوا إلى الخلود ،،ولَكَرهوا هذا العُمر الذي يملؤه الموت في كلّ شبر ،،!
،فإن لم تمتْ أنت بعد ساعة يمتْ رفيقك أو أخوك ،،،،فطريقنا مليئة بالأموت قبل أن نموت ،،!،،نتخطّاهم بأعيننا وقلوبنا ،،ونستمرّ في سيرنا دامعين !!!
،،،نحن هنا أموات ننظر الى الحياة ،،ولسنا أحياء في الجنّة كي ننسى الموت !!.
.
.
الكاب / عبد الحليم الطيطي
ConversionConversion EmoticonEmoticon