#..،، ،،أحنُّ إلى قُرىً أخرَجَتْ أهلها
.
**...كان من الأصحاب حين كنّا في المخيم ،،وجدته في مكان غريب ، قلت له : كيف تشعر وأنت هنا بين العمارات العالية !،،قال: أشعرُ أنّ في قلبي أوطاناً كثيرة ،،دائما ليس منها المكان الذي أنا فيه !! فأنا في غربة لا تنتهي ،، لأنّ وطننا يسكن السراب ،،فهو يبتعد كلّما لحقناه ،،،!
.
،، حين أقرأُ " رجال تحت الشمس " ،،أحنُّ إلى قُرىً أخرَجَتْ أهلها ،،خالية تعصف فيها الرياح ،،وبينما الناس يسكنون في أوطانهم ،،نحن أوطاننا هي التي تسكننا
.
،،وحين أذكرُ موت أهل تلك القُرى في صحراء الحياة ،،أشعرُ بحنين إلى خيامنا التي قذَفتْنا إلى هذه المدائن العامرة ،،نبحثُ فيها عن قوْتِنا لا عن ذاتنا ،،!،،
.
،،فذاتنا لا نستردّها إذا شبعنا من الطعام والشراب ،،إنما نستردّها إذا استجبنا لنداءات نفوسنا العميقة ،،فأنت حين تسقطُ في بئر ،،تناديك نفسك لتنقذها ،،فإذا لم تنقذها ،،تتعذَب بنداءاتها إلى أن تموت !!
.
،،وقال: ....في قلبي نداءات كثيرة لم أُجِبْ واحدا منها ،،فقد أجابوا في تلك الرواية " رجال تحت الشمس "،،نداءات أنفسهم الغارقة ،،فماتوا تحت الشمس لكثرة ما في طريقنا من أخطار ،،فإنّ هذا العالَم خصيٌّ بلا رجولة ،،يعادي من يطرق بابه ،،كما العواصف تجرفك وأنت في العراء بلا مأوى ،،،!
.
،،قلت: ...فإذا متّ وأنت في العاصفة تلبّي نداءات نفسك ،،خير من موتك وأنت في جحرك تخاف الخروج إلى العراء البارد العميق ،لتواجه كلّ شيء في الطريق !!
.
،،فالموت يترصّد النائمين في بيوتهم الجميلة ايضا ،!،،كما يترصّدك ،،يا مَن أدرْتَ ظهرك لكلّ بيوتك التي سكنتها،،!
.
،،أيها الشارد ،،في العراء ،،فمَن رمته الريح في الطريق ثمّ قاومها حتى صار قويا ،،يصير العراء وطنه ،،ولا يسكن البيوت ،،لأنّ الأقوياء لا يختبئون يا ابن العاصفة ،،!
.
،،أيها الشارد من كلّ أوطانك ، لقد سكنّتْ أوطانك فيك ،،فما أكثر حنينك ،،وأنت تسافر مع نفسك المشتّتة في الشوارع
.
،،وإذا عرفتَ أنّ الموت يلحق كلّ حيّ ويُخرجه من حصنه ،،كما يلحقك ،،!،،فيجب أن يتغيّر معنى الوطن لديك !
.
،، فالحيّ الذي يلحقه الموت وهو بلا وطن في الشوارع ،،يجب أن يستعين بأكبر قوّة لتغنيه عن خسارته ،،فإن لم يتخذ الله - وهو أكبر قوة - وطنا له ،،تقتله الطريق ،،
.
.
.
.
.
أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،،انقر عليها في بحث قوقل
ConversionConversion EmoticonEmoticon