طفولة حرّة

أبريل 19, 2020


**طفولة حُرّةٌ
.

،،قال: كنّا نجلس في أعلى الجبَل ونحن صغار ،،نوقد النار ونتحاور حوارات غريبة ،،فطفولتنا حُرّة في  وليست مقيّدة ،،! ، لا أحد يقول لك : لا تذهب ،،! ولا أحد يخوّفك من شيء ،،! فلو قالوا لك ذلك فكأنّهم يربطون يديك ورجليك ،،،ويُغلقون على عقلك الأبواب ،،! ، لم يفكّر أحدٌ بذلك ،،ولكنّ الأهل وهم غير قادرين أن يُعطوا أبناءهم شيئا - فلم يكن معنا شيء يشغلنا ، ،لم يكن مع أحدنا إلّا صاحبه وجاره وأخوه - ،،
.فلا أقلّ من أن يتركوهم والحياة والطريق ،،،!،
.
،،فتدبّر لهم عقولهم بدل تدبير الأهل !!،،،تصنعهم الطريق ،،كما تصنع بكلّ مسافر ،،وهو يعارك أحداثا كثيرة !!،،وتملأ الأحلام قلوبهم كما يملأ الفضاء العرِم عينيّ طائر مهاجر ،،،افيكبرون بسرعة وهم يفكرون بكلّ هذا الفضاء الزاخر في دروبهم ،،، ليجتازوا الطريق !!،،وأطفال القيود ينتظرون من أهلهم كلّ شيء ،،فكأنّهم عجَزَة ،،معوّقون ،،،!
.
،،فمرّة سأل أحدهم : مَن يحمل هذه الأرض ،،!!ومرّة يسألون عن الجان ،،تشغلهم معرفة وجودهم ،، كما يسأل أهل الغابات ،،وبعد أن يعجزهم الفهم ،،،يفكّرون بالقوى الخارقة ،،ويعبدونها ،،،،!! ،،فما أغلى كلّ حقيقة تُهدى اليك ،،! وما أعظم هذا الإسلام ،،الذي عرّفك بمَن خلَقَك !!
.
،،قال أحدهم يوما :،،هناك جانٌ يسكن بئراً في ذلك البستان ،،ومن يقترب من باب البئر يتلقفه الجان ،،! فأنكر أحدهم ذلك - هو فتىً يذكّرك بأوديب الملك -،،الذي تفوّق على نفسه ،،وآمن بقوّته ،،وكان يتعجّب دائما : كيف يعيش الضعفاء !!،،
.
،،وتحدّ وه أن ينظر في البئر ،،فقام إلى البئر وهم يلحقونه عن بُعد ،،ونظر في البئر ،،وأشار إليهم ،،وصاح : ليس فيه شيء ،،،!،،وبينما هم كذلك إذا بصاحب البستان يصيح بهم ،،ويركض نحوهم قادما من أعلى المكان يحمل بندقيّته ،،!
.
،،هرب أصحابه وكانوا قريبين من السور ،،وهو وحده من توغَّل في الأرض ،،،فهرب إلى الأسفل ،،وصاحب البستان يلحقه ،،ويُطلق النار ،،إلى أن جاء إلى هوّة سحيقة فقفَز ولم يستطع صاحب البستان أن يقفز ،،،وعاد وهو حانقٌ مغتاظ يسبّ ويشتم،،،ويدعو عليه !!
.
،،جلس الصبيّ في طريق عودته وهو يفكّر ،،قال : هذا هو الجان ،، وليس صاحب البئر ،،شرّنا هو جانّنا المُخيف ،،ونقاتله بالملائكة التي تسكننا ،،حياتنا مليئة بدخان شرورنا ،،وقال الله : مّن يعرفني ،،أعينه فينتصر على شرّ نفسه ،،
.
وما ذا صار لبستانه ،،وقد مررتُ به ،،وحتى لو أكلْتُ منه ،،! فما دامت وجوهنا تشبه بعضها ،،فنحن من بعضنا ،،،،! ،ولا تتشابه إلّا وجوه الإخوة ،،،
.
..ليس أغرب من ذلك الجدار الذي يعزل قلبك عن الآخر ،،فتصير وحدك وتعيش وحدك ،، ومهما علا صوتك واشتدّت قوّتك ،،فأنت وحدك ،،أنت مع نفسك فقط لا تحبّ غيرها ،، وكلّ شيء ضدّك ،،! ، يجب أن تبحث في قلبك عن نافذة صغيرة ترى بها غيرك ،،فتكثر بمن تراه معك ،،،


.
.
.
.
.
.
أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،،انقر عليها في بحث قوقل

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »