ينام في نسائم باردة

أبريل 22, 2020






**402**



ينام أخي في نسائم باردة
.
**نظرتُ اليه ينام في نسائم باردة في ضوء القمر ،،،كان مريضا ويشرف على الموت ،
،،قلت: بعد حين ستخرج من داخل جسمه هذا روح لطيفة ،،هي كانت من الله ،،،وسيُهَدّ هذا الجسم يصير فارغا من النور والعلم والإيمان كالبيت المظلم الخرِب ،،!
.
،،،وتصعد تلك الروح تحوم جنب هذا القمر ،،لا تهمّها المسافات ،،ونحن بأجسامنا هذه نتعب لو مشينا في جبلٍ مترين ،،!
.
،،ستنطلق روحه ،،وكانت كعصفور طار بعيدا منذ سنوات في الثلج والبَرْد ،،واليوم يعود إلى عشّه في اشجار الجنّة،،،،، وستنفلتُ روحه من جسمه ،،كشهابٍ جميل ،وتعود إلى مَن خرَجَت منه في السماء ،،!
.
،،يقول لها : ما فعَل ذلك الجسم وأنت فيه ،،تقول : قد عمل خيرا وشرّا ،،وكلّ ما عملَ مكتوب في صفحتي وترَك أثره بي ،،
.
،،قد أطفأ ذلك الجسم نوري ،،فعاش عمره في الظلام وهم لايفعلون إلاّ السوء في الظلام ،،،!
.
،،وأمّا ذلك الجسم فقد راح وأتى مع نورك ،،استحى منك وبقي في سياج تعاليمك وحبس طاعتك ،،،.!
.
،،وهذا المؤمن المسجّى في ضياء القمر ،،ستنفلت روحه ،،وينتهي إلى السماء ،،وسينفلت المؤمنون من حبس اجسامهم الى جنّتك ،،،!
.
،،ما أكثر منازل الإنسان وما أطول طريقه وهم يحسَبون أنّ الحياة ،،هي هذه الساعات القليلة ،،،التي يعيشونها في الظلام ،،،بلا نور ،،!
.
،،فإنّ هذا الكون شديد الظلام ،،إلاّ مَن مشى في نور روحه ،،وهي ضوء الله ،،،فإن أغضبناه يُطفِىء نوره ،،!
.
،،،ما أغرب هؤلاء الذين يفكّرون بكلّ شيء ،،إلّا يوم عبورهم تلك الظلمات ،،،في السماء ،،تحملهم أرواحهم ،،تطير بهم ،،إلى الذي خلَقهم في الظلام أيضا ،، قبل سنوات قليلة ،،!


.
.
.


**

هل تسمع ما أسمع
.
قال له : فإذا دخلت معي إلى غابة ،،مليئة بالأصوات ،،والصوَر الجميلة ،،هل ترى أنت ما أرى ،،! هل يفهم قلبك ما يمرّ به من ذكريات الخلْق ،،هل تذكر كيف خلق الله هذه الصوَر ،،،هل تسمع ما أسمع : فأنا أسمع صوتاً الهياً ،،،في كلّ ما أرى حولي ،، هل تملك ما يملك قلبي ،،!! ،،وأنا أمرّ بين ملايين السنين القديمة ،،
.
،،لو أعطيتني كلّ مالك لا أعطيك ما أشعر به وأنا أمرّ في طريقٍ ،،خلق الله فيها شيئا ،،وبينما أنا أتأمّل تصويره فيها ،،كان قلبي يخفق بشدّة ،لكثرة أشواقه ،فكأنني أراه وهو يخلق ،،،!
.
،، نحن موجودون في عقولنا المفكرة وفي بهجة أرواحنا ،،ودقّات قلبك حين يمرّ بأيّ شيء ،،فهذا الشيء موجود وما لم يرَه قلبك فهو ميت ،،قلوبنا هي آلة الحياة التي تُغنيها والفقير هو فقير القلب ،،،!!
.
،،وأنت تحسب أنّ الأمان يكون بمالك ،،والأمن والسعادة ،،لا تشعر بهما إلاّ إذا اقتربت من الله ،،،تصير كمن خرج من الظلام ،،وغمره الضياء فجأة ،،!!،وفي الضوء أنت لا تخاف شيئا لأنّك تبصر كلّ شيء ،،وتشعر بالأمان ،،
.
وأنت تضحك كباقي الأغنياء بصوت عالٍ ،،لتخفي قلق روحك الغليظة ،،لأنها محبوسة في ظلام الطين ،،فلا ترى ما حولها ،، وأمّا الفقراء فطينهم هو المحبوس في غلاف ارواحهم الشفيف ،،فلا تسمع صراخ شهواتهم ،،بل أسمعُ حين أمرُّ من جنبهم ،،أشواق أرواحهم الى السماء ،،،!
.
،، ويدك التي تحمل الدينار ،سيسقط ما فيها يوما ما ،،فتتنازعه الأيدي بعدك ويقتتلون عليه ،،
،،هل تكذِّبُ نهايتك ،،!!،،فما دمتَ لا تكذّبه ،،فَعِشْ في الآتي الذي لا تكذّبه منذ الساعة ،،لأنّه آتٍ لا محالة ،،!
.
،،وأنا ذهبتُ في طريقي إلتي تشبه الدائرة ،،جئت من عند الله وبقيت في الطريق معه ألتمس السلام وكلّ حاجتي ،،وعدتّ اليه : إلى مكان لا يموت فيه شيء ،،،جمّع الله فيه كلّ من أحبّوه ،،وكلّ من أحبّهم ،،،




.

.

.

عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »