**هُوَ جُثَّةٌ أم بَطَل ،،
.
،، أكوام من الجثث المكوَّمة ،،،نظرتُ إليها بعد أن انتهتْ الحرب !!،،ماتوا ،،صارت الحياة الجميلة بصخبها وأضوائها خلفهم،،وهم يتعانقون في الغابات مع الطين والتراب ،،وديدان بطونهم !
.
وتعجّبْتُ ،،ماالشيء الذي هو أغلى من الحياة ،،يموتون من أجله ،،! إنّهم يدافعون عن كلمات ،،أفكار ،،،يقولون للناس : نحن الذين نعتقد الإعتقاد الصحيح ويجب أن تتَّبعونا ،،،وكلّ أمّة تقول : أنّ الحقّ عندنا ،،،!
.
،،نظرتُ إلى الجثث التي تعانقت مع الطين والتراب ،،سلاحهم الذي كان يطلق النار بالأمس ليقتل الناس قتَلَهم أيضا ،،وصمتَ كما صمتوا فما هو إلاّ صوتُ خيرهم إن دافعوا عن حق ،،أو صوت شرّهم إن دافعوا عن باطل ،،،!
.
،،وقلتُ : فإنّ العقل لا يحتاج لكلّ هذا ،،من أجل أن يفهم الحق،،مدرسة كمدرسة الأرقم بن ابي الأرقم ،،أو كمدرسة أفلاطون ،،قد قالوا فيها كلاما يشبه الذهب ،،وكاتب كتَبَ هناك في المهجر في ضوء شمعة في ظلام غرفته قد أسمعَ العالَم كلّه ،، همس قلبه الذي لا يكاذ يسمعه صاحبه ،أصبح والعالَم كلّه يسمع كلام نفسه ،،فقط تكلّمْ ،،وسيحفظ العالّم منك ما يعجبه وينسى سواه ،،،!
.
،،ولكنَّ الجثث هي مشهدُ شرّنا ،،الكلام والأفكار بريئة من الجثث ،،إلاّ إذا منعوا الحقّ أن يصل ،،فيموت الناس دون الحق موتةً أغلى من الحياة ،،!،،كما متنا نحن أبطالا لنفتح للإسلام ..!
.
،،يريدون ارغامك على اتّباعهم والعقول لا تتّبع أحدا إلّا بإرادتها ،،فقط أقدامنا هي التي تُرغَم أن تسير خلفك !ونحن حين نمشي بلا ارادتنا ،، تشبه مِشيتنا مِشية الحمير !!
.
،،،فما بالك لو قُتِل هؤلاء ،،في قضية باطلة ،،! خسروا الحياة وخسروا الحقّ،،! وما بالك لو قاتَلَ هذا الجنديّ ،،،بلا فهم ،،يقاتل معتادا لأنّ القتال وظيفته ،،،! ولا يهمّه إن كان حقا ،،،! فهذا هو الذي لا أُشفقُ عليه ،،،إنّه جثّة وهو حيٌّ ،،،وجثّة وهو ميتٌ ،،، ،،
.
.
.
.
.
.
أنا أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ،، انقر عليها في بحث قوقل
ConversionConversion EmoticonEmoticon