**والفقراء لا يرون أحدا ،،!
***يتكلّمون عن الفقراء ،،،والفقراء هناك في زاويتهم المعتمة خلف الجدار لا يرون أحدا ،،! ،،كلّ غنيّ يوصي الناس على الفقراء ،،ويمضي بعد خطبته وقد ارتاح ضميره ،،وجعل الأمانة في غيره ،،والفقير هناك ، تعوّد أن ينظر من سقف غرفته المظلمة الى الله،،لا إلى باب يدخل منه الناس ،،!
.
،،فالناس هم وحوش بريّة دجّنها الله ،،فاستجابت وقتا ونسيَتْ وقتا ،،!!،،فلا تدري هذا الذي يختبِىء في ثيابه ،،هو وحشٌ أم من الذي دجّنهم الله ،،،!
.
،،ترى صورة طفل يتّكىء على كتف أخته الصغيرة ،،يجلسان ممزّقَين مثل ثيابهما ،،وتضع أخته يدها على رأسه كأنّها أمّه وهي ما رأت أمّا في حياتها ،،ولكنّنا في التيه والضياع نميّز الأقوى ونميل اليه ،،ولذلك ننظر ونحن ضائعون إلى السماء ،،إلى تلك القوّة الكبيرة ،نستهدي بها ،،،دائما،،
.
،،أنظُرُ إلى الطفلين ،،وأسألُ أين الأغنياء ،،! ،،أين من يتكلّمون دائما ،،!!،،الغنيَُ بيت مال الفقراء ،!،،اذا غابت دولة العدالة ،،وإذا لم يكن كذلك مات الفقير ،،! ،،
.
،،ويأتي دائما ،،واحد من جهة الله ويطعمهما ويُؤويهما وليس من جهة الإنسان ،،ولا تقُل :أنّ الذي أطعمهما أنسان ،،،هو انسان سرت روح الله فيه ،،وكلّ مَن يعرف الله يفعل ما يريد الله كالملاك لا ما يريد الإنسان ،،،!،،فالإنسان ربما يفعل ما يريد الشيطان ،،ايضا ،،!!
.
،،وحتى القوانين لا تجرؤ على الطلب من الأغنياء للفقراء ،،،فالأغنياء هم من يكتبون القانون ،،!!،،يحمون بعضهم في وجه القانون كما يحمون بعضهم في وجوه الفقراء ،،! ،لذلك فالقانون يخاطب الفقير بالتهديد والوعيد ،،ويختبِىء أمام الأغنياء ولا يعلو صوته ،،!! ،،
.
،،الفقير هو من يرتعد دائما ،،!،، يحثّونهم على الطاعة والصبر ،،!!والأغنياء يمهّد القانون لحياتهم السعيدة ،،ويُزيل من طريقهم ،،كلّ مناظر الفقراء الكئيبة ،،!،،
.
،، يضحكون على الفقير والله لا يضحك عليهم ،،!!،،سيكونون هم الأغنياء بعد أيّام قليلة ،،فخلْف هذه القبور القادمة بسرعة ،،كلّ يخلع ثيابه ،،وتتبدّل الأحوال ،،،والله الذي يحبّ العدل ويكره الظالم ،،سيفعل ما لم تفعلوه ،،،هنا في الأرض ،،،سينصب ميزان العدالة والحقوق ،،حتى يبتسم الجميع ،،ابتسام الرضا والحبور
.
***
عبدالحليم الطيطي
ConversionConversion EmoticonEmoticon