إلى اللقاء

سبتمبر 27, 2020







*إلى اللقاء






.
..**،،ما أسهل أن نذهب أيها الأخ ،،وننظر الى مجالسكم ولا نراكم ،. ماذا نحن ،،!،،كم نشبه الضباب الذي تقشعه الريح ،،،!
.
،،أذكرُ عيونكم وأنتم تتسامرون على ضوء ذلك السراج الخافت ،،وصوت الريح نسمعه من شقوق خيمتنا ،،، كأنما تعوي ذئابٌ حولنا ،،!،،هو صوت الموت ،،!!،،وصوت هذا العالَم ،،فليس حولك الّا اؤلئك الذين يأخذون منك كلّ شيء ،،
،،رغم أنّنا نعيش في حديقة تلفّها عاصفة الموت ،،نحن جميعا ,,!!
.
،،فالأولى بمَن يموت غدا أن يذوق طعم الحياة اليوم ،،ويعطيها لغيره ،،،فما نحن إلاّ ضيوف على الماء والتراب والهواء ،،نجيء ونذهب وكلّ شيء باقٍ ،،،،!!
،
،،نحن مثل لحظة لا يدري بها الزمان الطويل ،،،كما لا يدري جبلٌ عن فراشة طارت فوقه ،في ليلة مظلمة ،،!!
.
،،هل تذكر حين تكلّمت أنت عن الحياة والطموح والأمل ،،في ذلك الفجر البارد،،والريح مرّت من فوقنا جاءت من اسرائيل ،،تعوي ،،تقصف الأشجار ،، وأنا أودّعك عند - جسر الملك حسين -ذلك الجسر الذي وصَل ما قطعه الإنسان ،،وقلتُ لك : فقط حين تنسون الموت ،،تتجرؤون وتتكلّمون عن الحياة والطموح ،،ولو رأيتم الموت مرّة واحدة وهو يعصف ببيت جاركم ،،لأخذتم من الحياة مثلما يأخذ سارق ،،يمشي يتخبّط ،،يخاف أن يلحقه المالكون،،!!
.
،،جاء بك الله ووضعك في طينك ،،وذاب طينك اليوم وفرّت روحك الى خالقها في السماء ،،،وعُدنا عند خالقنا كما بدأنا ،،،المهمّ أن لا تتسخ أرواحنا هنا ليقبلها الله عنده ،،في رحمته ،،،،،،،،،،،،،فالمهمّ إذا رحمنا الله وأدخلنا الجنّة أن نرى أصحابنا ،،،معنا ،،خالدين
.
،وما أسهل ضلالنا ،،نضلّ بسبب شهوة واحدة ،،ثم لا نبصر الطريق أبداً إلى السماء ،،،!!،،إذا نحن لم نُحكِم قياد أنفسنا ،،وما أصعب هُدانا إذا لم ندرّب أنفسنا على كبح طمعها الذي يلطّخها ،،،،إلى أن نلقى خالقنا ،،طاهرين
.
لذلك ،،دعنا بعد الستين ،،نستريح قليلا في ليلة قمراء عند المقبرة ،،نفكّر بطريقنا الآتية : كيف نجتازها الى السماء الصافية ،،كما اجتزنا الطريق الماضية في ذلك الظلام ،،،،،أخي العزيز
.
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي
.
.
.
.

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »