أحوال مختلفة

سبتمبر 28, 2020





**أحوال مختلفة
.


..قال الأول ،،: كنت فقيرا ،، أبحثُ في الأرض كلّ يوم عن طعامي ،،أخرُجُ من البيت ،، لا أدري هل ألقى رزقا ًأم أعود جائعا لعيالي ،،،وأنا أنظرُ في الشارع إلى سيّاراتهم ومساكنهم ،،وأتعجّب : كيف حصلوا على كلّ شيء وأنا أشبههم : جِلدي كجلودهم ووجهي كوجوههم ،،فكيف اختلفتْ ارزاقنا ،،!! ،،قلتُ له : فالمؤمنون مقيّدون بوصايا الله : لا تسرق ، لا تكذب ، لاتؤذي شيئا ، لا ، لا ……………..وأجرهم الجنّة ،،،،!!
.
،،قال الثاني:،،لقد كنتُ أكثرهم ذكاء ،،،فلطمني القدر ولم يلطمهم ،،فأخذوا كلّ شيء دوني ،،،!!،،كما يمشي مركب في البحر وهو هادىء مشرق الآفاق ،،و مركب يهيج البحر عليه إذا رآه بعينيه ،،ويحوطه بالعواصف الهوجاء ،،،فهُم وصلوا الى أكبر غاياتهم وأنا ما وصلت لشيء،،،فما سبب نجاحهم ،،هُم أم البحر !!
.
،،قال الثالث : كنت أعملُ بإخلاص .. أفهمُ أنّ الله هو من يكافئني على إخلاصي ،،وكان الآخرون يكذبون وينافقون ،،يطلبون المكافأة من سيّدهم ،،وقد أخذوا مكافأتهم ،،وأنا أنتظرُ لقائي بالله ،،وإتقان الخائفين من الله لعملهم أكبر ألف مرّة من إتقان الخائفين من الأسياد ،،مَن الخاسر أنا أم العمل
.
. .


،،قال الرابع,, -وهو في نزع الموت -: إلى أين أنا ذاهب !!،،منذ أيّام و الموت يعانقني ،،ويرشف قوّتي و سأذهب أنام في التراب ،،وأترك بيتي ووسائدي ،،فلمَ لم أفكّر بهذا من قبل ..حين كنت آخذ كلّ شيء من هذه الحياة ،،!!
.
..فما فائدة ما أخذتُ ،،وهاهي يدي تتركه في لحظة واحدة وقد جفّتْ فيها الحياة قبل الموت بقليل ،،!!،،وتلك الطريق التي أرى الملائكة تعرج فيها وتنزل ،،لم أكن أعدّها من حقائق حياتي ،،ولا أرى اليوم سواها،،!
.
،،وما كان أمام عينيّ ستّين عاما ،،قد اختفى في ضباب ذاكرتي ،،لا أراه ،،!!،،فتبدّلت الطريق
،،وما كان غائبا من السماء هو ما أراه ،،،فقط ،،فكيف أعرُج إلى السماء ،،وما تعلّمتُ إلاّ الحياة في الأرض،،،!!
.
.
لو منعتُ نفسي من مشيئتي ،،وقيّدتُ نفسي له.. حتى هذا اليوم ..فقط ..لبدأتْ اليوم حياتي بمشيئته ،!،،ليتني لم أكن من الذين ،،أطلقوا أنفسهم في الطريق ،،لا يُبقون فيها شيئا لأحد ،ويقولون : "إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ،،،!"..فاليوم صارت نفسي ذئبا لا ينهش سواي
.
.
.
. .
.
وقال الخامس: أنا مؤمن منعتُ نفسي أن آخذ شهوة واحدة ،،وقيّدتُ نفسي بالله ،،فلا أعمل إلاّ ما يشاء ،،أنتظر فكاك قيدي ويطلقني الله في الجنّة ،،أنا خير أم الذين يأخذون كلّ شيء ،،أطلقوا أنفسهم في الطريق ،،لا يُبقون شجرة ،،ويدوسون الزهور ،،ويقولون : إن لم تكن ذئبا أكلتك الذذاب ،،،!
.

.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »