**فما لقيتك إلاّ كما تلقى نحلة وجه زهرة ،،!

سبتمبر 07, 2019




334***فما لقيتك إلاّ كما تلقى نحلة وجه زهرة ،،!





1**


**قال : لقد مرّوا بسرعة من هذه الطريق ،،وغابوا في المدى ونحن نتبعهم مسرعين ،،قد كان لقاؤنا فيها قليلا ،،إن لم ألقَكَ في الجنّة فما لقيتك إلاّ كما تلقى نحلة وجه زهرة ،! ثم ترحل عنها إلى الأبد،،ا
،،عرفتَ طريق النحل،،فيها تلتقي النحلة لحظة بكلّ زهرة ،،وتختفي في آخر الطريق ،،فطريقها إلى الحياة هي نفسها كانت طريقها الى الموت،،
.
،،ولقيتك كما يلقى مسافر رفيقا،،ولا يدري كم يقطع معه ويعود وحيدا،،هو والطريق ،،قد التقينا الحياة كما يلتقي جسدٌ ترابٌ ،،ماء الحياة فيحيا قليلا به،،قبل أن يجفّ،،ويعود الى التراب ،وتلك لحظة الحياة التي عشناها،،هي نفسها التى انتظرنا فيها الموت ،!
.
،،فلا تسافر معي ! لا وقت لديّ ،،فالموت مع الحياة ،،ما دمت لا أعرف وقتي ،،وأنا وأنت نختلف في فهم قيمة الحياة ،،فالمال بيد طفل،،تختلف قيمته عنه وهو في يدك،، ،،أنت ترقص ولا تدري ما يُخفي الضباب،،يعوي الفناء في نفسك الميّتة كذئب طريد في الخلاء المديد
،،وأنا سأعبر من لحظة حياتي إلى الخلود،،!ينتشلني الله من هذا الفناء المحقٌّق،،حين اكون معه ولا أكون مع نفسي ،فأموت معها
.


2**
**قال: أنا أهتمّ بالحياة الكاملة وليس بأشيائها الصغيرة ،،أنتم إذا شرحتم حالكم ،تقولون : أنا أعمل في كذا ولي ترقية ،،واسكن هنا..هذه اشياء ، كالأكواخ المبعثرة في ساحة الحياة ،،تدخلها تتغلَّف بها فلا ترى الحياة الكاملة و البستان الكامل،،
،،.الحياة هي أنّك حيٌّ ،،! تشاهد وتسمع وتفهم وتتكلّم ،،تعبّر وتشرح ما عرفتَ ،،! الحياة ،،أنَّك حيٌّ وتمرُّ بهذا العالّم،،لتعرفه ثم تشرحه ،،ثم يتناقش معك كلّ حيٍّ فيما عرفت،،للتكوّن معرفة الإنسان بعد ذلك ،من أجمل ما عرفنا وأصوبَه !!
.
يجب أن تمشي في شوارعها مثل سجين ينظر من أفق نافذته الصغيرة إلى نور الحياة الجميل الذي يظهر في الأفق،،،فيشتاق لكلّ الحياة وهو لا يرى منها إلّا القليل ،،فينتظر أن تُفتَح نافذته ،،وتنهدم زنزانته ويخرج من جسمه ويختلط بنورها العرم ،،هناك في الجنّة ،،حيث تظهر الحياة كلّها ونرى النور كلّه ،،
.
،،ونحيا خارج السجون الطينيّة،،ونغادر عقلنا الضيّق إلى ،،ذلك العِلم الكليّ ،،حين يرى المخلوق الصغير ،،مَن نبّه الحياة فيه ،،وهو في حبس جسمه ،،فصار يرى من الحياة ما يرى عقله،،ثم أخرجه إلى بهو الحياة يختلط فيها كلّها في جنته ،،،
.
،،نحن في الدنيا هذه مثل سارٍ يمشي في الظلام وكشّافه بيده ،،يبحث عن أفق نور ،،فينكشف لكلّ منّا بعض طريق ،،وبعضنا لا يرتطم إلا بالظلام ،،وفجأة ينكسر حبس جسمنا ويُغرِقٌنا النور
.
.
.
الكاتب / عبدالحليم الطيطي

https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allposts/postNum=9

مواضيع ذات صلة

Previous
Next Post »